اخبار محليةالرئيسية

لقاء حاشد بذكرى إغتيال كمال جنبلاط في بلدة شارون

أبو الحسن: تحية من الجبل الى اهلنا في الجنوب والى كل من حمل السلاح لمواجهة العدو الصهيوني

أحيت وكالة داخلية الجرد وفرع شارون في الحزب التقدمي الإشتراكي ذكرى استشهاد المعلم كمال جنبلاط في لقاء حاشد مع أمين سر اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن، في قاعة بني أحمد في بلدة شارون، حضره ممثل عن النائب فيصل الصايغ الشيخ يوسف الصايغ، عضو مجلس قيادة الحزب رينا الحسنية، وكيلا داخلية الجرد جنبلاط غريزي والمتن عصام المصري، أمين عام منظمة الشباب التقدمي عجاج أبي رافع، رئيسا بلديتي شارون مهنا البنا، ومجدلبعنا روزبا عبد الخالق ومخاتير، أعضاء جهاز الوكالة ومعتمدين ومدراء فروع، وحشدٌ من الحزبيين والمواطنين.

بعد تقديم من ريم الصايغ، ألقى أمين سر فرع شارون عماد الأحمدية كلمة الفرع، لافتا إلى أن شارون كانت دائما وفية لتلك القامة العملاقة، وللفكر النير، وفية للذي اجتمعنا لإحياء ذكراه المعلم كمال جنبلاط.  وأكد التضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم في وجه العدو الصهيوني الغاشم، آملين أن لا تتوسع رقعة الحرب لتشمل لبنان، وبحال حصول ذلك فنحن نقف شركاء مع جميع الشعب اللبناني دفاعا عن وطننا وارضنا وسيادتنا.

أبو الحسن بدأ كلمته بتوجيه التحية لأهل منطقة الجرد وللمناضلين فيها ولأرواح الشهداء. مضيفا، تحية من جبل كمال جنبلاط الى فلسطين المحتلة، الى أهل غزة الصامدين رغم الحصار. وتحية من الجبل الى اهلنا في الجنوب والى كل من حمل السلاح لمواجهة العدو الصهيوني. ومنا جميعا تحية كبرى إلى الأكبر والأرفع، الى معلمنا ومؤسس حزبنا ورمز عزتنا المعلم الشهيد كمال جنبلاط والى رفاقه المؤسسين والرفاق من الرعيل الاول والى الشهيدين البطلين حافظ الغصيني وفوزي شديد.
وأضاف، ونحن نحيي هذه الذكرى نسأل بعد سبعة واربعين عاما لماذا تتطوف الجموع حول الضريح من دون دعوة وباندفاعة عفوية تعكس عمق الولاء والوفاء.
وتتجدد الذكرى والكل يسأل، لماذا تحيون ذكرى كمال جنبلاط فيما غيره من سياسين ورؤساء تمر ذكراهم كما تمر ذكرى الجميع. ويأتي الجواب من وجوه الحاضرين وبحضرة الاوفياء وبوجود ملفت لجيل واعد هذا العام من الشابات والشباب، والكل يسأل لماذا هذا التجديد والاندفاع، ولماذا هذه الاحاطة الرائعة.
وللجميع نقول والإجابة تأتي في سياق عرض نستخلص منه العبرة ، كمال جنبلاط لم يكن رجلا سياسيا عاديا، بل كان استثنائياً في كل مكان وزمان ومجال.

عند مقتبل العمر طرح على نفسه سؤالا كبيرا كان اكبر من سنه، سأل عن حقيقة الوجود، وتساءل عن الخالق، وكانت اهمية كمال جنبلاط بإصراره على معرفة الحقيقة وتمرده وتوقه الى الوصول الى تلك الحقيقة. فأخذ يغوص في ميادين المعرفة، وتعمق في كل المجالات وفي بداية الثلاثينيات، وبدأت تتوضح معالم الانقسام الدولي. ومع حلول الحرب العالمية الثانية وخلاصتها أخذ يسأل عن أسباب ونتائج تلك الحروب وأسبابها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبدأ باستخلاص العبر، وأخذ يغوص ويطلع على كل سبل المعرفة، وقرأ التجارب والفلسفات والكتب السماوية والديانات، وهنا تقع اهمية كمال جنبلاط بحيث أراد أن يكسر الحاجز والقيد ويستمر بالبحث الى أن يصل لتلك الحقيقة المطلقة فاكتملت معرفته وادرك اهمية الانسان ليس ككائن بشري بل كقيمة معنوية وفكرية وروحية، مما جعل من الإنسان قضيته وشكل بالنسبة إليه الغاية والجوهر.

أضاف أبو الحسن، كان كمال جنبلاط المتمرد الأول بإمتياز، وكان الثائر الوحيد الذي أطلق ثورة حقيقية في لبنان عندما اسقط عهد الفساد، عهد بشارة الخوري عام  1952 من خلال ثورة بيضاء أسقط من خلالها رموز الفساد وشكل الجبهة الاشتراكية  وخاض النضال من أجل بناء نظام  حديث يتلاءم مع تطلعاته. وفي عام 1958 كانت الثورة الثانية في مواجهة محاولة إلحاق لبنان بأحلاف  لا تشبه لبنان بانتمائه العربي.

وتابع، تلاقى كمال جنبلاط مع فؤاد شهاب الذي كان إصلاحيا في بناء المؤسسات والعمل الإصلاحي في الدولة. وتلاقى مع الرئيس جمال عبد الناصر فشكل معه نموذج الأحرار الحقيقيين ، ومضى في محاولة تطوير النظام الى ان وصل بين مرحلتي 1970 و1975 إلى حقيقة وخطورة هذا النظام الطائفي، وأن لا مجال لتخطي عتبة الاصلاح الا بتغيير النظام القائم على الطائفية البغيضة. فشكل مع رفاقه في الحركة الوطنية مشروعاً اصلاحياً لبناء الدولة من أجل تغيير الواقع. لكنه اصطدم بعقل اليمين اللبناني المتطرف وبحائط نظام القهر والاستبداد فحافظ كمال جنبلاط على ثباته ليحقق الانتصار العسكري المحدود كي يفرض حلا سياسيا، لكن حجم التآمر كان اكبر منه، فسقط شهيدا على جدران الطائفية وعلى جدران قوى الاستبداد وسقط شهيداً من اجل القرار الفلسطيني المستقل  والقرار الوطني المستقل  . سقط جسدا وارتقى روحا فبقيت مبادئ كمال جنبلاط تتجدد كل عام ولا تزال.

ولفت أبو الحسن إلى أن كمال جنبلاط عشق فلسطين واحتضن قضيتها وأدرك أن عليه مساندة الشعب المظلوم وقضيته لأنها قضية حق. فناصر قضية فلسطين واعتبرها حقا انسانيا واخلاقيا قبل أي  شيء آخر. وكان أحد روادها والمدافعين عنها.
وقال، كان يدرك خطورة الحركة الصهيونية على فلسطين وعلى الامة  العربية وأنها معركة لا حياد فيها بين الجلاد والضحية وبين المعتدي والمعتدى عليه .

وأضاف، استطاع كمال جنبلاط ان يحوّل التناقضات إلى حالة من التكامل، عرف كيف يحافظ على مورثه السياسي وعلى موروث اسرة لها نضال وتاريخ عريق بالدفاع عن المبادئ والأرض والهوية. وبالوقت نفسه عرف كيف يخرج من موروثه الإقطاعي ويلاقي حركات التقدم والتحرر. وهناك من لا يعلم اهمية وقيمة كمال جنبلاط، مثل بعض الموتورين الذين لا يستحقون الرد فكمال جنبلاط الذي تحدث عنه رؤساء وكبار أمثال الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران “تعلمت من كمال جنبلاط اول درس في الجغرافية السياسية لمنطقة الشرق الأوسط”، وغيره من القيادات العالمية والعربية ومن الصحف التي أنصفت المعلم بعد اغتياله.

اما جمال عبد الناصر فقال ان “كمال جنبلاط بعلمه وفلسفته قادر أن يكون من كبار القادة في الصين أو الهند، لكن قدره أنه ولد في وطن صغير لا يتحمل علمه وفلسفته في الحياة “.

اما الذين أخذوا عليه واخذوا علينا كحزب اشتراكي التصاقنا بهذه القضية واتهمونا بنكران السيادة الوطنية لهؤلاء نقول هل كان المطلوب الاستسلام وننسى عمدا ما يقوم به هذا العدو الاسرائيلي؟

هل نسيتم ما قام به من عدوان على لبنان؟ وأتعمد بالسؤال للجيل الجديد كي يفهم تماما كم تلقينا من مزايدات بالسيادة ما بعد ثورة الأرز مرورا بانتفاضة تشرين. هل تتذكرون العدوان الأول 1948 ليس على فلسطين فقط بل على لبنان والجوار ايضا؟ ألم تكن أول موجة تهجير باتجاه لبنان؟ هل نسينا الاعتداءات على الجنوب اللبناني التي يذهب ضحيتها الكثير من الجنوبيين؟ هل نسينا مجزرة حولا عام 1948 وقبل اتفاق الهدنة سنة 1949 الذي لم يحترم؟ هل نسينا عام 1968عندما قام المقاومون بتفجير الطائرة في أثينا ولم يكن هناك منظمة تحرير في لبنان ولا اتفاق القاهرة ولا فتح لاند، ألم ندفع الثمن بالعدوان على المطار اللبناني وطائرات شركة طيران الشرق الاوسط؟

وأضاف، لهؤلاء نقول، أيها  المزايدون كيف كنا لنحمي لبنان في تلك المعادلة؟ لهذا السبب احتضن كمال جنبلاط المقاومة الفلسطينية وايد اتفاق القاهرة التي وقعته الدولة اللبنانية وكنا موافقين عليه حيث أنتج تلاحما وطنيا اسطوريا بين المقاومتين اللبنانية والفلسطيني.

واليوم نحافظ على هذا الخط البياني في مواجهة إسرائيل وفي الوقت ذاته  يطالب وليد جنبلاط المقاومة في لبنان أن لا تعطي ذريعة للعدو ليدمر لبنان وهو يتربص شراً وطالب بضبط الميدان والعمل للوصول الى وقف لإطلاق النار.

وقال أبو الحسن، نطالب من هنا بوقف سريع لإطلاق النار في غزة والانسحاب من شوارعها وإدخال المساعدات، ونطالب ايضا بوقف سريع للإعتداء على لبنان واهل الجنوب، وعندها سوف نكون أمام خارطة طريق تبدأ بوقف إطلاق النار وتطبيق دقيق للقرار 1701 على جانبي الحدود ومن دون أي اجتهاد، وبتحديد النقاط المختلف عليها من الناقورة وحتى مزارع شبعا،

ومن ثم العودة لاتفاق الهدنة الموقع عام 1949. والاهم عند تحقيق هذه الخطوات الثلاث أن نجمع مجددا على طرح الاستراتيجية الدفاعية.  المطلوب ان نعي ان لبنان يحتاج أن نأخذ جميعا خطوة إلى الخلف ونتفاهم ونتوافق ونؤكد الثوابت، وعندها يجب أن تكون الاستراتيجية الدفاعية بندا اول كي نصل بعدها إلى استعادة  القرار الوطني المستقل بعيدا عن أي شكل من أشكال الوصاية من أي جهة أتت، وهذا هو منطقنا في الحزب مع القضية الفلسطينية ومع لبنان السيد الحر والمستقل في آن.

وأكد أبو الحسن أنه علينا ان لا ننسى بالوقت نفسه أوضاع اللبنانيين الاقتصادية ومشاكلهم وما يستهدفهم واننا يجب الا ننسى ان هناك خطرا في الداخل، وعدو لا يقل خطورة عن العدو الاسرائيلي، هو الفقر والذل والحرمان. مضيفا، كيف نحرر أبناء بلدنا من هذا الكابوس، وكيف نعطي الأمل للشباب بمستقبل افضل، وكيف نواجه المشاكل التي من أهمها النزوح السوري وأموال المودعين، كلها اسئلة نطرحها اليوم وجوابها بسيط. الجواب والحل هو بانتظام الدولة والمؤسسات انطلاقا من انتخاب رئيس للجمهورية

وتوجه أبو الحسن الى الحزبيين بالقول، المطلوب وعي مخاطر المرحلة، والتماسك وتحصين الساحة الداخلية، وتعزيز الوحدة الداخلية، والوقوف إلى جانب الناس وتعزيز صمودهم.

https://anbaaonline.com/news/238995

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى