تتواصل الرسائل الغربية إلى لبنان، محذّرة من أن المعارك على الحدود قابلة للتطور سريعاً إلى حرب واسعة. ويكرّر الموفدون أن لديهم معلومات وتقديرات بأن في إسرائيل من يريد شنّ حرب ضد حزب الله في لبنان، وأن العواصم الكبرى التي تضغط على حكومة الكيان، تحتاج إلى مساعدة حزب الله بوقف عملياته العسكرية، والسماح بالعودة الآمنة للمستوطنين الإسرائيليين إلى الشمال.ورغم أن قيادة حزب الله لا تميل إلى فكرة أن العدو جاهز لشنّ حرب ثانية في ظل هزيمته الكبيرة في مواجهة المقاومة في قطاع غزة، إلا أنها حرصت في اليومين الماضيين، على الطلب من المتحدّثين باسمها في مناسبات تكريم الشهداء، إلى تأكيد أن المقاومة لا تهمل احتمال لجوء العدو إلى الحرب، وأنها تبني إجراءاتها على هذا الأساس، ولذلك، تقرّر أن تكون كل وحدات المقاومة في حالة استنفار وجهوزية عالية لمواجهة أي حرب.
وعلمت «الأخبار» أن في تعمّد المقاومة إظهار بعض الأسلحة في العمليات الأخيرة، إشارة إلى أن العدو لا يعلم عن كل ما في حوزتها، وأنه سيواجه حرباً قاسية إن فكّر بالهجوم على لبنان. وقد تأكد أن جيش الاحتلال لم يكن على علم بحيازة المقاومة لأحد أنواع الصواريخ التي استُخدمت في العمليات أخيراً.
وكان رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أشار في كلمة له إلى أن «ما تقوم به المقاومة اليوم باستخدام أسلحة جديدة، هو إرسال رسالة فهمها الإسرائيلي، مفادها أن هناك قدرات لدى المقاومة لم تعلن عنها إلى اليوم، وكما تفاجأ العدو ببعض الأسلحة المستخدمة سيفاجأ في المستقبل إذا فكّر في أي مغامرة. وهذه رسالة واضحة. وأكد أن «المقاومة اليوم في ذروة قوتها واقتدارها وجهوزيتها بكل اختصاصاتها وتشكيلاتها، وهي قادرة على أن توجّه ضربات قاتلة إلى العدو الإسرائيلي إذا فكّر في أي مغامرة».
في غضون ذلك، استهدفت المقاومة الإسلامية أمس موقع رويسات العلم الإسرائيلي في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بالأسلحة الصاروخية، وأصابته «إصابة مباشرة»، كما استهدفت انتشاراً لجنود العدو في محيطه بالأسلحة الصاروخية. ورداً على الاعتداءات على القرى الجنوبية والمنازل المدنية وآخرها الغارة على بلدة الجبين، استهدفت المقاومة مبنى في مستوطنة أفيفيم. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إطلاق 20 صاروخاً من جنوب لبنان على مستوطنة كريات شمونة.
وحول الوضع في المستوطنات الحدودية، نقل موقع «واللا» العبري عن قائد سرية في الجيش الإسرائيلي قوله إن «الدمار في المستوطنات، والشوارع الفارغة، والأراضي غير المزروعة، ما هو إلّا عرض ترويجي لما قد يحصل في الحرب مع لبنان. نعلم جميعاً أنه خلف خطّ الحدود، ينتظر الآلاف من مقاتلي قوّة الرضوان المُدربين والمجهّزين للذهاب إلى الحرب».
في المقابل، استهدف العدو بمدفعيته وطيرانه الحربي أطراف الناقورة والخيام والحمامص وأطراف الجبين وشيحين ومجدل زون ومحيط جبل بلاط قرب رامية ووادي زبقين وأطراف عيترون.