اخبار محليةالرئيسية

المرتضى: نحن مع التطبيع بإعادة الأمر إلى طبيعته عبر عودة الفلسطينيين إلى وطنهم

احيت وزارة الثقافة بشخص وزيرها القاضي محمد وسام المرتضى أمسية ثقافية تحت عنوان “دمعة مريم ومآسي غزة” في مقر المكتبة الوطنية – الصنائع بمشاركة متميّزة من الجمهورية الاسلامية الايرانية حيث شاركت فيها سعادة الدكتورة جميلة علم الهدى الاستاذة المحاضرة في جامعة الشهيد بهشتي عقيلة فخامة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية بناءً على دعوة من الوزير المرتضى وذلك في حضور وزراء الاعلام المهندس زياد مكاري ،الشؤون الاجتماعية هكتور حجار ، العمل مصطفى بيرم ، الوزير السابق روني عريجي ممثلا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والنواب قبلان قبلان ، امين شري،وعلي فياض السفير الايراني في لبنان مجتبى اماني واركان السفارة ممثل عن حركة حماس في لبنان أسامة حمدان ، ممثل حركة الجهاد الاسلامي إحسان عطايا وعدد من الشخصيات السياسية والروحية والثقافية والاجتماعية والاعلامية

كما شارك في احياء الفعالية الثقافية في القاء كلمات كل من راعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمار ،رئيس المجلس الكاثوليكي للإعلام المونسينور عبده ابو كسم ، مفتي محافظة بعلبك – الهرمل الشيخ بكر الرفاعي ، عضو المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز ومستشار سماحة شيخ العقل الدكتور سامي ابي المنى للتواصل والعلاقات العامة الشيخ فادي العطار ،

الأرشمندريت د. بسام شحاتيت

راعي طائفة الروم الكاثوليك الملكيين في الاردن ،سيادة الراهب في الكنيسة الأرثوذكسية الجلیلیة الفلسطينية

الأب أنطونيوس حنانیا العکاوي الموقّر.

ومستشار وزير الثقافة للشعر الزجلي رئيس بلدية دير دوريت انطوان سعادة.

استهلت الامسية بالنشيدين اللبناني والايراني ثم كلمة ترحيبية من الكاتب روني الفا قال فيها :”

وأنا منكبٌّ على متابعة دمعة مريم سيدتي الفاضلة في الفاعليات التي نُظِّمَت في الجمهورية الاسلامية في ايران فشلتُ في الدخول على المواقع التي غطت وقائعَها.

 

دمعة مريم محجوبة عن المواقع الإخبارية لأن العالم في وجهه القبيح يخافُ من دمعة.

 

هذا العالمُ يريدُنا أن نبكي بلا دموع. وما هي سوى دمعةٍ سيدتي. قطرةُ ماءٍ بمحلولٍ قليل من الملح. دمعةٌ واحدةٌ أرعبَتْ هذا العالم فكيف اذا تحوَّلت الدمعةُ الى طوفان؟

 

نجتمِعُ اليوم حول دَمعتَين. إحداها دمعةُ مريم والأُخرى دمعةُ زينب. منهما يتدفَّقُ الطوفان. لأوَّلِ مرَّةٍ في تاريخ البشرية تتعانقُ دمعتان لتُغرِقا عدوًا مزَج بين وحشيَّةِ يزيد وأحقادِ هيرودوس. كلاهما الى مزابل التاريخ.

 

فَكم أنتَ جميلٌ يا الله حينَ تُغرِقُ بِدمعَتَينِ ممالِكَ الباطلِ وتحرِّرُ بهما شعبًا مقهورًا يبكي كلَّ يومٍ دموعَ زينب ودموعَ مريم العذراء.

 

سيدتي الفاضلة

 

عندما نبكي في الليل يهتزُّ عرشُ الله ويقولُ من أَبكى عَبيدي؟

 

فتقولُ الملائكةُ :أنتَ أعلمُ

فيسخِّرُ الله الملائكةَ ليُضحِكَنا

 

فترجِعُ وتقولُ الملائكةُ: يارب.. عبيدُك لم يَضحكوا

 

فتبكي الملائكةُ على حالِنا وتقول : يا رَبّ.. أنت أعلمُ بما تختلجُ به صدورُ عبيدِك فيسِّر لهم

 

فيقولُ اللهُ للملائكةِ إنهم يَبكون على شيءٍ يحبّونه فأَتعبَهُم، وَعزَّتي وجَلالي ما خسروهُ إلا لَأُعَوِّضَّنَهُ بما يتعجَّبُ منه أهلُ السماءِ والأرض.

 

فَعوِّض لنا ربي وإلهي بعودةِ غزَّةَ الى أهلِها وفلسطينَ الى شعبها فتستريحُ أنفُسُ الشهداءِ في المَثاوي وتمتلأُ الأرضُ عدلًا وسلامًا.. الى الربِّ نطلُب..”

 

والقت الدكتورة جميلة علم الهدى كلمة من وحي المناسبة جاء فيها:”

إن ما نشهده اليوم في غزة هو صرخة مدوية من حناجر النساء والأطفال المسلمين والمسيحيين، تهز ضمير العالم برمته. هذه الصرخة التي يتردد صداها في ساحات جديدة يوما بعد يوم.

 

وإن ملحمة غزة تستبطن حركة تتجلى من خلال كل النساء المؤمنات اللواتي اتخذن “السيدة مريم عليها السلام” قدوة لهن. وهناك آيات بينات في القرآن الكريم نزلت حول شخصية “السيدة مريم العذراء” تناولت سيرتها وشخصيتها كما جرى مع سائر الشخصيات المقدسة ولا ينبغي النظر إلى “السيدة مريم” كإمرأة عابدة زاهدة في صومعة منعزلة … بل هي سيدة نهضوية قامت وحملت مشعل إصلاح الأمم وصلاحها.”

 

واضافت :”من ناحية أخرى، فلسطين أساسا تفتخر بالمسجد الأقصى… وإحدى المفاخر الكبرى لمسجد الأقصى هو أن الباري عزّ وجلّ قد أرسل ملاك الوحي بشكل مباشر إليها وهذا هو قمة الفخر و الإعتزاز. قيام “السيدة مريم” أيقونة كلّ النساء على مرّ التاريخ البشري… حيث أن كل النساء المؤمنات يتبعن نهجها لمواجهة الظلم والتحريف والفساد والفحشاء والمنكر وينقذن البشرية من براثن هذه الشرور.”

مشيرة الى إن :”مؤتمر دمعة مريم الدولي” هو عبارة عن تحرك عالمي نحو تكريس دور المرأة الملتزمة بالقيم المعنوية والروح الثورية في خلاص الشعوب من الخواء الروحي الذي يراد لها أن تضيع فيه، متخذة من شعلة “السيدة مريم العذراء” نبراسا على طريق الهدى والنجاة”.

 

وقالت :”للأسف الشديد نحن نعيش في عالم يعاني من أزمات متلاطمة تثقل كاهله… من الفقر إلى الجوع والمرض والتلوث والسباق المحموم نحو التسلح والحروب الداخلية وأسلحة الدمار الشامل. ومن المؤسف أكثر ان البنى الموجودة والأساليب المعتمدة على المستوى الدولي لمواجهة هذا الواقع ليس لديها الإمكانات الكافية التي تمكنها من تخفيف وطأة هذه المخاطر… لا بل أنها أحيانا تساهم بسبب عدم جدواها في تفاقم هذه المشاكل واتساع رقعتهاواشتداد اذاها.”

 

كما شارك صاحب الدعوة وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى في إحياء هذه الفعالية التي تحاكي وجع والمآسي نتيجة العدوان الصهيوني على جنوبنا وغزة و قال في كلمة له :”

مريماتُ غزَّةَ يبكِينَ دمعًا ودمًا وأشلاءَ بنين. يتلقَّفْنَ الشهادةَ هابطةً عليهنَّ من دويِّ المدافعِ وزئيرِ الطائرات، عالماتٍ أنْ لا دارَ تحمي، ولا مسجدَ ولا كنيسة. فيقِفْنَ أمامَ الحتوفِ نظيراتِ الجبالِ والينابيع، لا ينحنين ولا ينضبُ فيهنَّ عطاء. من يا تُرى قالَ إن الدَّمعَ في أجفانِهنَّ ضَعفٌ والبكاءَ إعلانُ هزيمة؟ لا! لا! فدموعُ الأمهاتِ على فِلذاتِ أكبادِهنَّ خناجر في عيونِ الظالمين، أعداء الأمومة والطفولةِ والإنسانية.”

 

​وتابع :”فواطمُ غزةَ يذرِفْنَ دموعًا ودماءً وأشلاءَ آباء. كنَّ يشتهينَ الذهابَ إلى أعراسِهنَّ، ولو تحت الحصار، ممسكةً كلُّ عروسٍ منهنَّ بيدِ أبيها، فإذا الشظيةُ تقطعُ اليدَ وتهدمُ العرسَ وتفجِّرُ الأغنيات. لكنَّهنَّ مصمِّماتٌ على إقامة عرسٍ آخر، في جوارِ الحُلمِ الطّالعِ من تحتِ الرُّكام، حيثُ يزغردُ النَّصرُ ويمتزجُ الحزنُ بفرحِ الانتصار. مَن يا تُرى قال إن فواطمَ غزّةَ ينكسرْنَ أمامَ العدوانِ والهمجية؟ لا! لا! فهنَّ ميراثُ البطولةِ التي اختزنتْهُ هذه الأرض من عهدِ كنعانَ وعدنانَ وقحطان إلى عهد خيبر وذي الفقار، حتى ارتفاعِ حقِّهنَّ علمًا على ذروةِ التاريخ.”

 

​وأضاف :”زينباتُ غزَّةَ يسكبنَ بكاءً ودماءً وأنهارَ كبرياء، على جراح الأشقَّاء والصحبِ والأقرباء. كان العطشُ يعصِفُ بهنَّ في جباليا، والجوعُ في الشجاعية، والبردُ في خان يونس، كما حدثَ لأهل البيتِ في كربلاء، لكنَّهنَّ صرخْنَ في وجوه الأدعياء أبناءِ الأدعياء، أنَّ هذه الأرضَ منذورةٌ لأهلِه، وليس للغرباء في حبة رملٍ من ترابِها نصيب، وأن الدماءَ التي تُهرقُ فيها ستسقي نبتةَ التحرير القادمِ طال الزمانُ أو قصُر”.

واردف المرتضى قائلا؛”اليوم في فلسطين كلُّ امرأةٍ هي مريم العذراء، وفاطمةُ الزهراء، وزينبُ الإباء. هؤلاءِ النسوةُ رموزُ الفضائلِ يكتبن ملحمةً ولا أروع، بدايتُها الجرحُ وخاتمتُها الضوءُ المشرقُ من النزيف. إنهنَ يجسِّدْن معيار الشعور الإنساني، بل الوجودِ الإنساني: مَن كان مع دمعهنَّ فهو إنسان، ومن لم يكنْ أخرج نفسَه من طبيعة الآدميين. فأمام هول المآسي التي تنزلُ بأهل فلسطين، كلِّ فلسطين، بل بأهل هذه المنطقة بأسرِها، وإزاء هذا الانحياز الواضح إلى آلة الحرب الهمجية التدميرية، من قِبَلِ قيادات بعض الدول التي تدّعي التعلّق بحقوق الإنسان، ولو كان انحيازها لا يلقى تأييدًا من شعوبِها، لا بدَّ من التشبث بكلِّ أشكال المقاومة والصمود، لأن التاريخ دائمًا تكتبُه شَهاداتُ أبطاله وتضحيات بنيه. فدموع المريمات والفواطم والزينبات، من نساء فلسطين، إن لم يجد زنودًا قويةً تكفكفُه، سيظلُّ يجري بلا انقطاع.”.

مستطردا :”ولعلَّ المقاومة الثقافية واحدةٌ من أهمِّ فصول الصراع مع العدو المغتصب. مقاومةٌ غايتُها بثُّ الوعي لدى الكافةِ عن مخاطر هذه الغدة السرطانية المزروعة في أرضِنا، وتأثيراتِها السلبية على وجودِنا وحقوقِنا ومستقبلِنا. ومن هذا الباب، أنا أدعو فعلًا إلى التطبيع.، ولكنْ بمعناه الحقيقي ذلك أن هذه اللفظةَ تعني لغةً جعلَ الأمر موافقًا للطبيعة. ولأن الاحتلال مخالفٌ للطبيعة مجافٍ للقيم الإنسانية والشرائع الدولية والحقوق الوطنية والقومية، فإن التطبيعَ الحقيقيَّ يكونُ ساعتئذٍ بإعادة الأمور إلى طبيعتِها، أي بإزالة هذا الاحتلال واسترجاع الحقوق التي استولى عليها، لا بالقبول به وتسويق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية معه. وتزدادُ فكرةُ هذا النوع الصحيح من التطبيع أهمية وراهنيةً كلما ألقت طائرةٌ حممَها على رؤوس الأبرياء”.

 

وقال :”أما حلُّ الدولتين الذي تتشدقُ به أفواهٌ سياسية بكماءُ الضمائر والحناجر، ومن بابِ المقاومة الثقافية أيضًا، فإن وزير الثقافة في الجمهورية اللبنانية يدعو إلى حلٍّ آخر عنوانُه حلُّ العودتين: أن يعود الفلسطينيون إلى مدنهم وقراهم، وحقولِهم وبيوتِهم، على امتداد فلسطين؛ وأن يعود المستوطنون الغرباء إلى بلدانهم الأصلية. هذا الحلُّ هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، ولسوف يتحقق بكل تأكيد، وفي القريب إن شاء الله.

​وتوجه مخاطبا الضيفة المتميزة :”السيدة الدكتورة علم الهدى ضيفة لبنان.

​إن حضورك فيما بيننا، لإحياء هذا اليوم دعمًا لآلام غزة ودموع نسائها ودمائهنَّ، يشكل وجهًا من وجوه المساندة التي تقدمها الجمهورية الإسلامية في إيران، لقضية الحق الإنساني الأولى على صعيد العالم أجمع، وهي قضيةُ فلسطين. وكلُّنا يقين بأن النور لا بدَّ أن يسطع في آخر المطاف، فيتحقق حلُّ العودتين، ويفرح أحرار العالم بعرسِ الانتصار. “فإنِّ مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا”. صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”

 

وتوالى على الكلام كل من المطران العمّار

الذي قال :”

دمعة مريم اراها في عين كل مظلوم ،هذه الدمعة التي ذرفتها حين رأت ابنها مسمرا عل الصليب ظلمًا تذرفها اليوم مع كل ام ترى ابنها مائتا ظلمًا امامها وهي لا تستطيع ان تفعل شيئًا تجاه هذا الظلم القاتل ،هذه الدمعة نتشارك فيها مع كل انسان يبكي ايا كان او اماً او اخاً او اختاً او اي انسان عزيز على قلبه مات بسبب عدوان لا دخل له فيه او فرض عليه او شاءت الظروف ان يكون هكذا .

دمعة مريم نتشاركها مع كل مقهور. بحرقة حزن لكنها مليئة بالرجاء اما الظالم سينال عقابه والمعتدي سيكون مصيره قاتما لان الله يمهل ولا يهمل ولا بد ان يتحقق يوما عدل الله الذي لا يمكن ان يفلت منه اي انسان .

دمعة مريم التي تشارك فيها الإنسانية المعذبة هي من صميم رسالتها على الارض”.

وأضاف:”

اجتماعنا اليوم هو تعبير عن هذه المشاركة متخذين اسلوب اعلاء الصوت، صوت الحق ليصل الى كل العالم وبالتضامن فيما بيننا على هذا الموضوع الانساني الذي هزّ ضميرنا نطالب ان يهز ضمير العالم المتحضر الذي ينشد سلاما في العالم عبر ارساء العدالة والمساواة بين أبنائه.

ولكن ربما هناك اساليب اخرى تساعد على صحوة الضمير العالمي من كبوته ،علينا ان نفتش سياسيًا واقتصاديا وانسانيا ودينيًا وبكل الوسائل المتاحة لكي تظهر العالم وتؤثر على الضمير العالمي املين ان يصحو هذا الضمير لايقاف هذه المجازر والحروب ليس فقط في وطننا وغزة ولكن في كل العالم حيث الحروب تأكل الناس والتطور والنمو وتنتصر القوة وتنصر القوي على الضعيف والغني على الفقير وتنصر الظلم على العدالة والمساواة والاخوة الانسانية .

نحن نشارك مريم في دمعتها ولكننا نؤمن كما امنت هي ان الحياة الحقيقية هي لابناء الحق والكلمة السوية المخلصة

هي للمؤمنين بعدالة الله وليس لظلم الانسان هي للذين يتبعون طريق الهدى غير ابهين بقوة الشيطان على ارضنا.”

 

والمونسينور عبده أبو كسم ومما جاء في كلمته

“:يشرّفني اليوم أن أشارك في هذا اللقاء الثقافي، مع نخبة من رجال الفكر والقلم، ومن أصحاب الضمائر الحيّة، لنفكّر سويّة” في مآسي النساء والاطفال والشيوخ من أبناء غزّة عشيّة عيد الميلاد المجيد، ومع بداية عام جديد، نأمل أن نطوي معه كل أشكال الحقد والقهر والاجرام التي تجرح الانسانية في عمق أعماقها.

“المجد لله في العلى وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر”، هذه العبارة الملائكيّة التي حملتها الملائكة للرعاة في بيت لحم منذ ألفي سنة ونيّف، تحمل مشروع محبة وسلام رسمه الله للبشريّة، ومشروع خلاص يرتقي بالانسان إلى مرتبة يعانق من خلالها الحق والعدل ليعيش السلام على هذه الارض.

وسيدتنا مريم العذراء اصطفاها الله من بين كل النساء واختارها أن تكون أما” لإبنه الوحيد، وقد قبلت البشارة رغم صعوبة الموقف، وعلمت أنها ستكون شريكة في الدمعتين، دمعة السلام ودمعة الفداء.

كيف لا ؟ وهي تحمل في أحشائها أمير السلام، وذبيح الفداء، ومن هنا بدأت المسيرة.

ليلة الميلاد كانت دموع الفرح تتدحرج على وجه مريم متحلّقة” مع يوسف والرعاة حول المذود على أنغام تراتيل الملائكة.

وبعد أيّام، أدمعت عيني مريم خوفا” وحزنا” عندما ترائ الملاك ليوسف وأمره أن يهرب بالصبي وأمّه الى مصر لأن هيرودس ملك اليهوديّة، يريد قتل الصبي، فارتكب مجزرة” قضى فيها على أطفال بيت لحم.

وعند تقدمة يسوع الى الهيكل، أبلغها سمعان الشيخ أن سيف الحزن سيجوز في قلبها لأن إبنها أمير السلام، وهديّة السماء الى الارض، سيكون كبش الفداء.

ومن تلك اللحظة لازمتها الدمعة في عينيها، وكانت تحفظ كل شيء في قلبها.

دمعة مريم هي دمعة كل أم تعاني القهر والخوف والذل، هي دمعة الحزن على فقدان الأحبّاء والأعزّاء.

وها هو التاريخ يعيد نفسه، والصراع ما زال هو هو،

بين مشروع السلام على الارض وعيش الأخوّة الانسانيّة، وبين مشروع الطمع والحروب والقتل والتشريد ونحر الطفولة في مهدها.

 

أجل أيّها الاصدقاء،

دمعة مريم إبنة الناصرة منذ الفي سنة نراها اليوم في عيون أمهات أطفال غزّة، اللواتي في كل لحظة يذرفن الدموع على فلذات أكبادهن، ومعظمهنّ يرتقين إلى شرف الشهادة، ويكتبن بدمائهنّ تاريخا” لن يمحى مدى الحياة.

 

أختم لأقول

دمعة مريم تذرف اليوم كالدمعة التي ذزفتها على أقدام الصليب، وقد أزهرت تلك الدمعة بعد الموت قيامة” ورجاء”.

وليعلم القاصي والداني أنّ بعد الموت قيامة، وأنّ دموع نساء غزّة ودماء أطفال غزّة ستنبت عزّة” وكرامة” وسلاما”.

 

مفتي بعلبك -الهرمل الشيخ بكر الرفاعي وفي سياق كلمته نوه بدور وزارة الثقافة في مواجهة كل ما من شانه ان يفسد القيم وقال :”كأن الجهة الداعية او المنظمة قد قرأت قصة ميلا د سيدنا عيسى في القرآن الكريم بتأنٍِ وتمعن ، فاستنتجت منها ان المبتدأ هو الدمعة وان الخبر هو الولادة وكل ولادة تصاحبها دماء والآم واوجاع ودموع وان المبتدأ هو الطوفان والخبر هو الانتصار .”

واضاف :”إن بلدي يستحق وزارة بهذا المستوى لا تعتبر الثقافة ترفًا ولا شيئًا زائدًا ، انما هي مشروع دائم وحاضر ومترقب فاذا تعددت بلدي العواصف وتعرضت الاخلاق والقيم تحولت وزارة الثقافة الى قلعة للاخلاق وحصنٍ للقيم واذا سقط العالم المتقدم في انتحال المعايير والاخلاق وجب على الوزارة ان تتقدم وتستحضر اميل زولا عندما انزل مقالاته الشهيرة وعنونها “اني اتهم ” وشكل ذلك تحولا وتأسيسًا لدور الثقافة والمثقف . ووجب ان تقول الثقافة باعلى صوتها(اني اتهم ) على كافة المستويات وبخاصة اولئك الساكتين عن الحق الشياطين الخُرّس.

وأضاف:”إن مشروع السلام الذي جاء به سيدنا عيس عليه السلام وقف بوجهه مشروع الحرب عبر أولئك الذي حاولوا صلبه وحاولوا قتله لذلك وجب علينا كاتباع وموالين ان نقف مع هذا المشروع الذي يتصدى لمشروع الحرب والتدمير والتهجير والابادة وعلينا. ان نقول ان غزة اكتسبت اليوم بعدًا جديدًا بعد المقام القرابة المكانية كأن المسجد الاقصى

وكنيسة القيامة انتقلتا الى غزّة وبات صوت اطفالها ونسائها كاذآن في مسجد او كاجراس في كنيسة وبات صوت شبابها “حي عل خير العمل ، حي على قتال إعداء الإسلام والمسيحية والإنسانية.”

وختم المفتي الرفاعي بالقول :” ان دور المسيحي المشرقي اليوم يكاد يوازي دور اولئك الذين يدافعون عن الحرية في غزة لان العالم الغربي بات بحاجة الى هذا الصوت المتقدم ليكون مرتفعًا ويؤكد على مشروعية المقاومة في فلسطين وضرورة عودة الحقوق الى اصحابها .”

 

الشيخ فادي العطار وفي كلمة له قال :”من دموع السيدة مريم وعذاباتها وحزنها وصبرها ومخاضها العسير الى الآم غزة ودموع نسائها واطفالها وعذابات شيوخها ورجالها وصبر شبابها ومقاومة ابطالها رابط كربلائي يجسد مشهد انتصار الدم على الاجرام وعلى السيف

وبين ولادة السيد المسيح وشهادة ابناء غزة خيط من نور .نور من الله مشرق على الارض ونور من الارض صاعد نحو السماء .

اما غزة الحزينة المقاومة التي تآمر العالم عليها فهي بالرغم من الدمار، فالمآسي ستسجل في ذاكرة التاريخ مدينة من شموخ وقلعة من بطولة وساحة من عنفوان “غزة العزة”تخلى عنها ذووها وتركوها في مهب الريح ،لكن ريحها العاصفة ستهب من جديد ، عاصفة تحطم صخور اغتصابهم وحقدهم ، عاصفة الحق في وجه الباطل،عاصفة فلسطين العربية الآبية في مواجهة الالة الصهيونية الهمجية .

هي العاصفة التي ستعيد الارض الشريفة الطاهرة المقدسة الى اصحابها .

عندها ستصدح اصوات الخناجر وتكبيرات المآذن وأجراس الكنائس، اجراس العودة، تبارك لغزة شهادة أبنائها ولفلسطين كرامة صمودها لتكون العودة ولغزة الانتصار مهما طال الحصار

والقى الشيخ العطار قصيدة لسماحة الشيخ شيخ العقل بعنوان “غزّة شامة العزّة ”

 

الاب انطونيوس حنانيا اكد ان فلسطين لم تعش العيد هذا العام لان دموع مريم كانت تذرف على كل شهيد :”استعدنا ذكرى المسيح لنقول العالم باننا لن نسكت عن الصراخ ضد الظلم ونعليّ الصوت حيث كنائسنا تُهدم وجوامعنا تسحق ولن يستسلم شعب بإسم السلام المزيف سنحارب ونقاتل وهيهات منا الذلة فنحن عشاق الشهادة ومن صفاتنا الصدق والامانة ولن نبدل عهدنا.”

 

بدوره قال الارشمنديت شحاتيت :” هطلت دموع. مريم على مآسي البشر من شياطين هذا الدهر الذئاب بثياب حملان تجار الهيكل عبدة المال الذين جثوا للشيطان ساجدين له لقاء حفنة من المآل وممالك هذه الدنيا الزائلة .”

مضيفًا :”لا أتفاجأ اذا سمعت العذراء مريم تضرع الى الله قائلة :”أعطني دموعًا كثيرة يا الله من اجل دماء الاطفال والنساء والأبرياء الابرار الذين ضحوا بارواحهم من اجل الحق والعدل في هذا الكون .”

 

وكانت قصيدة زجلية من وحي المناسبة للشاعر انطوان سعادة.

وفي نهاية الفعالية قدمت وزارة الثقافة ممثلة بشخص الوزير جملة هدايا الى الضيفة الايرانية منها شهادة ناطقة بأن أرزة قد زُرعت باسمها في محمية ارز الباروك، وهدية عبارة عن لوحة تحاكي مآساة غزّة من نتاج الفنانة التشكيلية المبدعة مجد رمضان ،وهدية ثالثة عبارة عن الصناعة الحرفية اللبنانية وتحديدًا من منطقة جزين.

==========

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى