عقدة التأليف ليست في بعبدا
رئيس الجمهورية رفع منذ اليوم الأول شعار ضرورة أن يتمثل أكبر عدد من الكتل
إذا كان الجميع راغباً بتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن،فذاك يعني أن المساعي لن تتوقف لتحقيق هذه الغاية. أما شد الحبال الحاصل فهو من أدوات الصراع ومنذ اليوم الأول لتسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون التصور الأولي عن الحصص من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، كان التوافق على إيجاد معالجة لعقدتي «القوات اللبنانية « والحزب التقدمي الإشتراكي» بعدما أعلن الرئيس عون أن الحل ضروري،»منعا لحرق احد».
ويقول زوار رئيس الجمهورية لـ«اللواء» ان القول أن القصة هي عند الرئيس عون وأنه يقف وراء رفض مطالب «القوات» أو « الاشتراكي «،غير صحيح مؤكدة أن رئيس الجمهورية رفع منذ اليوم الأول شعار ضرورة أن يتمثل أكبر عدد من الكتل في الحكومة وفق النتائج التي افرزتها الانتخابات النيابية مؤخرا، ويشير الزوار الى انه جرى تضخيم الموضوع وأن لجوء بعض الكتل إلى تكبير حجمها يتناقض مع مبادئ الرئيس عون الذي كان واضحا منذ الأول في موقفه من ملف التشكيل.
ويضيف الزوار: هناك مكونات تم استبعادها في التصور الأولي، ومنها النواب السنة خارج إطار تيار «المستقبل « ويبلغ عددهم سبعة، اثنان منهم احتلا المرتبة الأولى في اللائحة وهما الرئيس نجيب ميقاتي والنائب عبد الرحيم مراد.ويسأل الزوار: لماذا استبعاد النائب طلال أرسلان ولماذا رفض النائب السابق وليد جنبلاط طرح الوزير التوافقي؟ قائلين أن العقدة ليست عند الرئيس، كما أن هناك من لم يقبل أن تمنح 4وزارات بينها حقيبة سيادية للقوات، ثم كان الطرح بمنح القوات وزارة أساسية و3 وزارات عادية، لكن لماذا الإصرار اذا على نيابة رئاسة الحكومة مع الوزارات الأخرى؟
ويقول زوار الرئيس عون لـ«اللواء» أن التقليد نص أن يكون نائب رئيس الحكومة من حصة رئيس الجمهورية، وهكذا كان عليه الأمر في عهود الرؤساء الياس الهراوي واميل لحود وميشال سليمان، موضحين أن الرئيس عون تنازل عنها في حكومة استعادة الثقة لمصلحة «القوات» بهدف تشجيع الحزب ولا يعني تكريس عرف يقضي بعودة هذا المنصب للقوات. -الرئيس لا يعرقل- هذا ما يشير اليه الزوار،مؤكدين أنه يعمل على إيجاد الحلول وأنه يجب الإشارة إلى أن هناك «تكتل لبنان القوي» الذي يريد أن يتمثل وفق حجمه الحقيقي وأنه اذا اراد «تكتل الجمهورية القوية» 4 وزارات فذاك يعني أنه يحق لتكتل لبنان القوي بالعدد المضاعف أي 8 وزارات لكنه تم تجاوز ذلك. أما إذا كان هناك من توقع بعقد لقاء بين الرئيس عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع فإن الزوار يرفضون الخوض في أي توقع من هذا القبيل. ويلاحظ الزوار أن عودة موفد القوات الوزير ملحم الرياشي إلى زيارة قصر بعبدا يمكن أن تكون مؤشراً لعودة التواصل مجددا.
وأمام هذا المشهد فإن الزوار يتوقعون المزيد من الأخذ والرد قبل تشكيل الحكومة مع العلم أن لا موعداً لذلك.
كارول سلوم – اللواء