زائرنا النقي الأبيض لم يكلّل جبالنا بعد كما يجب. ربما تأخر قليلاً هذه السنة لعله ينتظر تثبيت سعر صرف الدولار، ويتم اكتشاف لقاح لجائحة كورونا، كي لا يتكبد اصحاب محطات التزلج خسارة شبيهة بالموسم الماضي. على أي حال، يتساءل بعض عشاق رياضة التزلج عما اذا كانت “كورونا” ستمنع المحطات من فتح ابوابها، أمّا البعض الآخر، فتوقُّع سعر تذكرة التزلج يشغل تفكيره… اليكم كل ما تريدون معرفته حول موسم التزلج للعام 2020-2021.
أصبحت حلبات المنتجعات جاهزة على أمل استقبال المتزلجين هذا الموسم رغم أن هواية التزلج ما عادت متاحة للكثيرين أصلاً، بسبب كلفتها المادية المرتفعة حتّى ما قبل الأزمة الاقتصادية في البلاد. اليوم، هي من الكماليات، الّا أنها مصدر رزق حقيقي لعدد من العائلات وثروة طبيعية تغني بلاد الأرز أو على الأقل تخلق حركة اقتصادية. في العام الماضي، اقتصر الموسم على قلة قليلة من المواطنين، بسبب تراجع القدرة الشرائية والأزمة السياسية وثورة “17 تشرين”، وصولاً الى جائحة كورونا التي قصمت ظهر البعير، حيث أقفلت حلبات التزلج أبوابها قبل نهاية الموسم، فقرر اصحابها في لبنان بالتنسيق مع الاتحاد اللبناني للتزلج، وضع خطة شاملة لهذا الموسم، محددين الاجراءات الوقائية اللازمة من “كورونا” بناءً على تعليمات وارشادات صادرة عن الاتحاد الدولي للتزلج والمعتمدة في حلبات التزلج في العالم.
هل يبدأ الموسم في عيد الميلاد؟
رئيس الاتحاد اللبناني للتزلج فريدي كيروز (رئيس بلدية بشري)، قال في هذا الاطار: “نحن في صدد التوجه يوم الجمعة الى وزير السياحة رمزي مشرفية، لاطلاعه على الخطة، كذلك شكّلنا لجنة لزيارة عدد من المعنيين وعلى رأسهم وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي ووزيرة الشباب والرياضة فارتينيه اوهانيان كيفوركيان، ووزير الصحة حمد حسن لعرض الاجراءات المعتمدة في خلال موسم التزلج”. ماذا تتضمن الخطة التي ستعرض على المعنيين؟ وما هي التدابير الوقائية التي يجب ان يلتزم بها المواطنون في منتجعات التزلج؟ يجيب كيروز: “تضامن الاتحاد اللبناني للتزلج مع منتجعات التزلج اللبنانية كافة، من أجل اتخاذ تدابير صحية صارمة وتطبيقها، إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة، من اجل مواصلة العمل بشكل آمن ومكفول، وخصوصاً أنّ اصحاب محطات التزلج لن يستطيعوا تحمّل اي اغلاق لمدّة اسبوع او أسبوعين. مع الاشارة الى أنّ التزلج نشاط خارجي، ما يبقي خطر العدوى منخفضاً، الّا انه وحرصاً على سلامة الناس حددت الشروط الصحية وفق بروتوكول صحي صارم، على الشكل الآتي:
الأسعار تضاعفت في الزعرور
إجراءات الزامية في حلبات التزلج:
– إلزامية وضع الكمامة وما يغطي الوجه بشكل إلزامي ودائم.
– ممارسة التباعد الاجتماعي في جميع انحاء المنتجعات، وخصوصاً قبل مصاعد التزلج وتأجير المعدات ومكاتب التذاكر.
– تعقيم أرجاء المنتجعات بصورة دائمة.
– توفير المطهرات والمعقمات في جميع انحاء المنتجعات.
– التقيد بالتدابير التي تصدرها الدولة من وقت الى آخر، في ما يتعلق بالمطاعم.
– تنظيم أدوار العاملين في المنتجعات وعدم الاكتظاظ، مع المحافظة على المسافات الآمنة بين الاشخاص.
تكافح منتجعات التزلج للبقاء، فما كان منها الّا العمل ضمن ضوابط فرضتها “كورونا”، تفادياً للافلاس وصرف الموظفين والعمال. ولكن ماذا عن الوضع الاقتصادي وأزمة الدولار؟ وهل حددت اسعار التذاكر؟ يوضح كيروز أنّ “كل محطة تحدد اسعارها، ونتمنى من اصحاب المحطات أن تكون أسعارهم تشجيعية”، لافتاً الى أنّ “مؤسسة جبل الأرز برئاسة النائبة ستريدا جعجع، ستدعم الموسم لهذا العام، لكل ابناء قضاء بشري”.
الأسعار في الارز
في الأرز، المحطة جاهزة لاستقبال المتزلجين بعد افتتاح الموسم، ويعوّل القيّمون عليها على وعي الناس في هذه الفترة الدقيقة واحترامهم للتدابير المتخذة. أمّا عن الاسعار، فيقول مدير عام محطة الأرز للتزلج إيلي فخري: “ما زلنا ندرس الأسعار لهذا الموسم. لا نريد الربح وفي الوقت عينه لا نستطيع تحمّل الخسارة”. حاولنا الاستفسار أكثر عن قيمة “الاسعار التشجيعية”، فأوضح فخري أنّ “الثلثاء المقبل، ستنشر قائمة الاسعار التي حددت، ولكن ما زلنا ندرس امكانية القيام ببعض الحسومات”، مؤكداً أنّ “الاسعار بالليرة اللبنانية، وحددت بحسب الامور التقنية التي نحتاجها والتي ندفعها اصلاً باليورو، ولكن بالطبع وفي طبيعة الحال ستشهد الاسعار ارتفاعاً مقارنةً بموسم 2019-2020، حيث سجل سعر صرف الدولار 1800، بينما تخطى اليوم الـ 8000 ليرة لبنانية”.
في الزعرور… الأسعار تضاعفت
حلبات الزعرور أيضاً مستعدة لاستقبال الموسم، الّا أنّ لا توقعات حتّى الساعة، وبحسب رئيسة مجلس إدارة “زعرور كلوب” كارول المرّ “سنعيش المرحلة بشكل يومي وسنفتح أبوابنا أمام المتزلجين مع التقيد بالاجراءات الصحية للحد من انتشار “كورونا”. استطعنا الصمود لليوم وسنستمر آملين بتحسن الأوضاع، ولكننا نعلم جيدّاً أنّنا لن نتمكن من تحصيل كل مصاريف الصيانة التي ندفعها “كاش بالدولار”… وبالتالي هذا الموسم سيكون صعباً جدّاً”. ولكن ماذا عن أسعار التذاكر؟ تجيب المرّ: “بالطبع ارتفعت الأسعار، كما هي الحال في كل لبنان. ويمكن القول إنها تضاعفت في “الزعرور كلوب” بالنسبة لغرف الفنادق، وحددنا سعر تذاكر التزلج على الشكل التالي: 150 ألف ليرة لبنانية للبالغين و120 ألفاً للصغار بالنسبة لأيام نهاية الأسبوع، و90 ألف ليرة لبنانية للبالغين و70 ألفاً للصغار خلال أيام الاسبوع. كذلك، لم يحدد مدربو التزلج بعد اسعار خدماتهم، ولكن من المتوقع أن يتم تسعيرها على قيمة صرف 4000 ليرة لبنانية”.
في كفردبيان… الخيارات متنوعة
ننتقل الى منتجع ” mzaar ski resort”حيث تعتبر نوعية الثلج الافضل عالمياً. الامر في كفردبيان لا يختلف عن سواه من المنتجعات، فأزمة الدولار وجائحة كورونا تهددان نجاح الموسم. مديرة تسويق محطة ” mzaar ski resort” نيكول واكيم توضح: “حاولنا خلال دراستنا للأسعار عدم تخطي قدرات محبي التزلج، فالخيارات عدّة أمامهم، كما أنّنا اعدنا افتتاح حلبة “وردة” التي أُغلقت العام الماضي بسبب الاوضاع الاقتصادية”، وأضافت: “الاسعار التي حددت بالليرة اللبنانية، قد تكون قابلة للارتفاع مع ارتفاع سعر صرف الدولار، ولكن حتى الآن هي على الشكل الآتي:
– تذكرة محطة “وردة” 120 ألف ليرة للكبار و80 ألفاً للصغار في ايام نهاية الاسبوع والعطل و80 ألف ليرة لبنانية للكبار و 60 ألفاً خلال ايام الاسبوع.
– تذكرة محطة “Domaine du soleil” (ضمنها “وردة”): 180 ألف ليرة للكبار و 140 ألفاً للصغار في ايام نهاية الاسبوع والعطل، أمّا في “بحر” الاسبوع فـ 100 ألف ليرة للكبار و80 ألفاً للصغار.
– تذكرة محطة “Refuge” الخاصة (تسمح تذكرتها بالدخول الى كل المحطات الأخرى)، يمكن الخروج اليها مباشرةً من منتجع “mzaar intercontinental” الذي شمل ارتفاع الاسعار غرفه أيضاً، فحدد سعرها بـ230 ألف ليرة لبنانية للكبار و 190 ألف ليرة لبنانية للصغار بالنسبة لايام نهاية الاسبوع والعطل، و130 ألف ليرة لبنانية للكبار و100 ألف للصغار في خلال باقي ايام الاسبوع.
روزنامة نشاطات موسم 2020-2021
يستضيف لبنان عدداً من النشاطات الدولية هذا الموسم، ويخبر رئيس الاتحاد اللبناني للتزلج فريدي كيروز عنها، قائلاً: «ستجرى بطولة الدول الصغرى لفئة الكبار في تزلج العمق بين 28 و31 كانون الثاني المقبل في الأرز تحت اشراف الاتحاد الدولي. كما سننظم بطولات لبنان لكافة الفئات والأساليب اسبوعياً للتحضير للأولمبياد الشتوي الذي سيقام في الصين في شباط من العام 2022، ولبنان دأب على المشاركة في هذه البطولة العالمية منذ سنوات طويلة». وسنركّز جهدنا لإضافة لعبة «Free Style « في جميع محطات التزلج في لبنان بعد التزلج الألبي وتزلج العمق والسنوبورد. وبدأنا العمل لتصنيف المنحدرات لاقامة هذه اللعبة الجميلة واستضافة بطولات دولية». وتابع: «سنوفد بعثات الى الخارج لكل الفئات العمرية في العام المقبل وسنشارك في بطولة العالم للتزلج الألبي في شباط المقبل في ايطاليا، وبطولة العالم لتزلج العمق في الشهر عينه في المانيا، الى جانب مشاركات لفئة الأولاد في اندورا ورومانيا وفرنسا، وبطولة الدول الصغرى في رومانيا ومقدونيا ولبنان.
جنى جبّور – نداء الوطن