اخبار محليةالرئيسية

واشنطن تحذّر الجيش من تغيير «قواعد الاشتباك»!

الديار

كتبت صحيفة “الديار”: رفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي من نسق اعتداءاتها خلال الساعات القليلة الماضية، تزامنا مع تصعيد في المواقف السياسية والامنية، والترويج لسردية نجاح حزب الله في بناء ترسانته العسكرية، في سياق، قد يتجاوز مرحلة «التهويل» هذه المرة الى مرحلة تكثيف الهجمات. في المقابل، رفع رئيس الجمهورية جوزاف عون «البطاقة الحمراء» في وجه لجنة «الميكانيزم» بعد اقل من 24 ساعة على انعقادها برئاسة الجنرال الاميركي الجديد وفي حضور مورغان اورتاغوس، بعدما تجاوزت قوات الاحتلال الاسرائيلي كل «الخطوط الحمراء» بتوغلها داخل الاراضي اللبنانية وقيامها باغتيال ابراهيم سلامة وهو احد موظفي بلدية بليدا داخل مبنى البلدية التي استباحته لمدة ساعتين دون اي تدخل من قوات «اليونيفيل» التي لم تستجب لمحاولات قيادة الجيش الحثيثة لحضها على وقف هذا الاعتداء.

عون «يرفع السقف»

وفي اول رد فعل رسمي عالي السقف، على «العربدة» الاسرائيلية، منح رئيس الجمهورية الغطاء السياسي لقيادة الجيش للتحرك ميدانيا في للتصدي لاي «توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين». وقد اتسم اللقاء بين الرئيس وقائد الجيش رودولف هيكل، في بعبدا، بالكثير من المشاعر الغاضبة، ازاء الوقاحة الاسرائيلية، وكان عون حاسما في توجيهاته، بعدما استعرض القائد الحيثيات الكاملة للجريمة، واطلعه على نتائج الاتصالات التي كانت «ساخنة» مع اعضاء لجنة «الميكانيزم» وقيادة قوات «اليونيفيل»، وابلغه عن حصول تفاهم على استحداث مواقع جديدة في محيط المنطقة حيث حصل التوغل، لمحاولة طمأنة الاهالي، ومنح الجيش موقعا متقدما يسمح له بالتصرف ميدانيا على نحو افضل. وقد ترجم ذلك بعد الظهر بدخول جرافة للجيش عملت على رفع ساتر في منطقة غاصونة» حيث تم تثبيت نقطة عسكرية. وقد حاولت دبابة ميركافا «استفزاز» عناصر الجيش بعد توغلها داخل الأراضي اللبنانية باتجاه أطراف منطقة الكيلو 9 لجهة بليدا.

واشنطن على خط الاتصالات

وبعد موقف رئيس الجمهورية، علمت «الديار» ان اتصالات رفيعة المستوى جرت بمبادرة من الجانب الاميركي مع بعبدا، وكذلك «اليرزة»، في محاولة لمعرفة الترجمة العملية لدعوة الرئيس قائد الجيش للرد على التوغلات الاسرائيلية، وكان الجواب واضحا لجهة مسؤولية القوى الشرعية عن حماية السيادة اللبنانية وحماية الاهالي الذين شعروا انهم متروكون لمصيرهم بعد تخلي «اليونيفيل» عن واجباتها، وغياب اي رد فعل من قبل «الميكانيزم» على اعتداء واضح وصريح ضد منشآت مدنية تابعة للدولة اللبنانية، وكانت «اسرائيل» تتعمد اظهار الجيش ضعيفا، وتحاول تشويه مهمته في جنوب الليطاني. وقد تم ابلاغ الاميركيين بان جنود وضباط الجيش كانوا «قاب قوسين» او ادنى من الدخول في اشتباك مباشر مع القوة الاسرائيلية المتوغلة بعدما نفذت انتشارا ميدانيا استفزازيا، ما استدعى استقدام تعزيزات للجيش اللبناني الى المنطقة، وكادت الامور تخرج عن «السيطرة». فهل هذا هو المطلوب؟

…وتحذر من تعديل «قواعد الاشتباك»!

وعلم في هذا السياق، ان الأميركيين أبلغوا الجانب اللبناني انهم يقومون بمراجعة الموقف مع الاسرائيليين، دون ان يقدموا اي ضمانة حيال وقف التوغلات، وسط قلق واضح من تداعيات امر العمليات الجديد لقيادة الجيش اللبناني، الذي قد يؤدي الى مواجهة مباشرة بين عناصر وضباط الجيش المنتشرين قرب الحدود والقوات الاسرائيلية، وهو ما لا ترغب به واشنطن، التي نصحت بطريقة اقرب الى «التحذير» بالذهاب بعيدا في تغيير «قواعد الاشتباك» لان التداعيات قد تكون خطرة، ويصعب السيطرة عليها اذا ما حصل اي «سوء تفاهم» ميداني.

غراهام يمارس «الابتزاز»

وقد دخل عضو الكونغرس الاميركي الداعم «لاسرائيل» لندسي غراهام على خط تبرير الاعتداءات الاسرائيلية، وتحذير الجيش من التصدي للجيش الاسرائيلي، وزعم انه لو «نزع سلاح حزب الله لتوقفت العمليات الإسرائيلية» وقال ان «التوغلات العسكرية الإسرائيلية في لبنان تهدف إلى قمع عودة ظهور الحزب. وفي محاولة مفضوحة لابتزاز المؤسسة العسكرية، قال غراهام، ان انضمام الجيش اللبناني إلى الحزب في قتال إسرائيل، يعرقل جهود المساعدة؟!

لماذا صعّد عون؟

ووفق مصادر مطلعة، لم يكن امام الرئيس عون اي خيار، الا رفع مستوى «الغضب» السياسي، لان الاعتداء الاسرائيلي على بليدا يبدو انه بداية لتصعيد ميداني، في سياق الضغط لفرض تفاوض مباشر، وفق شروط مجحفة، وبعدما بات الموقف الاميركي اكثر وضوحا لجهة منح «اسرائيل» حرية التحرك دون اي تقييد لاي «خطر» تصنفه تهديدا لها. وقد حصلت على «ضوء اخضر» اميركي للتحرك «اينما تشاء وكيفما تشاء»، وقد عبر وزير الحرب اسرائيل كاتس عن ذلك بالتاكيد ان الجيش الاسرائيلي سيستمر في عمليات التوغل متحدثا عن منطقة امنية في الجنوب. وفي حفل تخريج دفعة جديدة من الضباط، قال إيال زامير رئيس اركان العدو «اننا نعمل في جميع الجبهات بجهوزية عالية وسنعود بقوة أكبر في بعض الساحات…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى