عون في الجزائر لتفعيل الدعم العربي
يواصل رئيس الجمهورية، جوزاف عون، مساعيه لإعادة تمتين علاقات لبنان مع الدول العربية، من خلال زيارة رسمية إلى الجزائر، تُعد محطة استراتيجية في مسار استعادة لبنان لدوره العربي الطبيعي.
وتحمل الزيارة في طياتها أبعادًا سياسية واقتصادية، إذ تؤكد مصادر مطّلعة حرص الرئيس عون على ترجمة خطاب القسم عمليًا، عبر الانفتاح على الدول الداعمة للبنان تاريخيًا، وعلى رأسها الجزائر، التي لطالما ساندت بيروت في أزماتها وقدّمت الدعم في شتى المجالات.
ورغم تداعيات الأزمة التي رافقت ملف “سوناطراك” في السنوات الماضية، فإن هذه الزيارة تسعى إلى تجاوز آثار تلك المرحلة، عبر مقاربة جديدة من شأنها إعادة تفعيل التعاون في مجال الطاقة. وتشير المعلومات إلى أن الجزائر ستستأنف تزويد لبنان بالفيول لتشغيل معامل الكهرباء، بشكل سريع، ومن المتوقع أن تُعلن الخطوة خلال الزيارة الحالية.
وتحضر في أجندة الرئيس عون أيضًا مسألة إعادة إعمار ما دمّرته الحرب الإسرائيلية، حيث أعدّ فريق الرئاسة تصورًا متكاملًا لدور الجزائر المحتمل في هذا الملف، وسط إشارات إلى استعداد جزائري للانخراط بفعالية في جهود إعادة البناء.
أما على مستوى العلاقات الثنائية، فتتجه الأنظار إلى إعادة تسيير رحلات جوية مباشرة بين بيروت والجزائر، ما من شأنه تعزيز التبادل والتواصل بين البلدين.
وفي موازاة ذلك، يتوقع توقيع اتفاقيات تعاون في قطاعات عدة، أبرزها الإعلام، إذ ستقوم الجزائر بدعم تلفزيون لبنان عبر تزويده بأجهزة تقنية متطورة، تواكب الحداثة في مجالات البث والإنتاج والإخراج.
وتأتي هذه المبادرات في إطار رؤية أوسع يسعى من خلالها الرئيس عون إلى ترميم العلاقات اللبنانية – العربية، ووضع لبنان مجددًا ضمن خارطة التفاعل العربي، بعد سنوات من الانقطاع والجمود.
