عودة التفاوض النووي الأميركي الإيراني الأحد.. وغزة الجائعة تلاحق الاحتلال

كتبت صحيفة “البناء”: لم يكن مجرد مصادفة أن يولد على يد الوسيط العماني الذي يرعى التفاوض النووي الأميركي الإيراني، اتفاق وقف إطلاق النار بين اليمن وأميركا، بشروط يرضاها اليمن ولا تتعارض مع مفهومه لدوره في جبهة إسناد غزة، فقد ولد التوافق بالتزامن مع الإعلان عن استئناف المفاوضات التي تعثرت في جولتها الرابعة بين واشنطن وطهران، والاستئناف المقرّر يوم الأحد في 11 أيار الحالي، سوف يتم على القواعد ذاتها التي تم تثبيتها لجهة حصر المفاوضات بالملف النووي وضمانات عدم تحوله إلى برنامج عسكري وبقائه سلمياً، حيث لا بحث بتفكيك المفاعلات ولا امتناع عن التخصيب، بما يجعل اتفاق 2015 مسودة صالحة للاتفاق الجديد، وسط تفاؤل المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف الذي يتولى التفاوض عن الجانب الأميركي، بحيث توقع التوصل الى الاتفاق قريباً وربما خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى المنطقة لعدة أيام ابتداء من الاثنين 12 أيار الحالي.
استئناف التفاوض الأميركي الإيراني خبر سيئ لكيان الاحتلال، خصوصاً أنه يتمّ تحت سقف الشروط التي ترضي إيران، والخبر الأكثر سوءاً للكيان كان الإعلان فجأة عن التوصل إلى اتفاق وقف النار الثنائي الأميركي اليمني، بما يعني أن أميركا تنسحب من حرب فتحتها لإسناد “إسرائيل”، بينما اليمن يتمسك بمواصلة حرب فتحها لإسناد غزة، بحيث لم يقنع الكلام الأميركي عن استسلام أنصار الله أحداً، بعدما أعلنت عُمان مضمون الاتفاق، وحصره بالمواجهة الأميركية اليمنية، وهي مواجهة بدأها الأميركيون رداً على إسناد اليمنيين لغزة، ويكفي انسحابهم منها بالنسبة لليمن حتى يتوقف عن استهداف الأميركيين، سفناً وقوات بحرية.
الحالة التي تعيشها “إسرائيل” تحت ضغط هذه التطورات لم تمنع من مواصلة حرب التجويع ضد غزة، وقد بلغت مراحل شديدة الخطورة وفقاً للمنظمات الأممية الإنسانية، لكن غزة تواصل القتال ولا تستسلم وتسجل كل يوم مزيداً من عمليات المقاومة التي توقع جنود الاحتلال قتلى وجرحى، وآخرهم كان أمس، في رفح، حيث وقع جيش الاحتلال في كمين قتل فيه ضابط وجندي وجرح أربعة آخرون.