اخبار محليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

شيخ العقل نصر الدين الغريب: هذا هو موقع طائفة الموحدين الدروز.. ولن نتخلى عن العروبة

خاص موقع دايلي ليبانون

أكد سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ نصرالدين الغريب في حديث خاص ادلى به الى موقع دايلي ليبانون أن “انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيساً للجمهوية هو موضع ترحيب لا سيما وانه نال ثقة الاكثرية داخل المجلس النيابي، وعليه نتمنى ان يكون خطاب القسم على حقيقة الكلام الذي سمعناه، وان ينفذ ما استطاع من الوعود والعهود التي قطعها على نفسه وخاصة الاصلاحات، واعطاء كل لبناني حقه وألا يكون هناك تمييز بين فئة واخرى او منطقة واخرى، ومن يتقلد المناصب العسكرية بجب ان يكون اكثر من غيره لديه إلماما في الأمور الداخلية في لبنان، لان هذا الوضع خطير جدا اذا كان على غير محمله وغايته”.

أما على مستوى الحكومة التي تم تشكيلها برئاسة القاضي نواف سلام، يشير الشيخ الغريب الى انه “ومع احترامنا لشخص رئيس الحكومة لكن ربما لا يصح القضاء في المحاكم الدولية كما يصح على لبنان، فهناك خصوصيات في هذا البلد لا سيما وجود 17 طائفة الى جانب الاحزاب السياسية، فالامر صعب ويجب التنبه الى كل ما يثير الحساسية والمشاعر عند الناس، لا سيما الناس المجروحين الذين دفعوا اثمانا غالية”.
وحول الدور السعودي المنفتح على مختلف القوى السياسية في لبنان مع بداية العهد الجديد يلفت الشيخ الغريب انه “قبل سقوط النظام في سوريا كانت قد بدأت العلاقات الطيبة والجدية بين دول الخليج والنظام، وكان ذلك في مصلحة الامة العربية والجامعة العربية التي هرولت الى دعم الرئيس السابق بشار الأسد الى حضور مجالس الجامعة العربية واتخاذ الموقف المناسب فيها، ونحن لم نكن يوما بعيدين عن المملكة العربية السعودية وعن دول الخليج، خصوصا وان لهم الفضل الكبير في معاونة هذا البلد في كل استحقاقاته وخاصة بعد الحرب الاهلية التي شهدها لبنان، والسعودية هي الدولة الاولى التي يعتمد عليها في أخذ القرار سواء في مساعدات مادية او غير مادية”.
أما لجهة لجوء العرب لتطبيع العلاقات، فهناك لغط كبير حول هذا الموضوع فمصر من اكبر الدول العربية التي قامت بالتطبيع لكنه لم ينجح وكذلك الامر بالنسبة للاردن، وها هم اليوم يهجرون الضفة الغربية ولا نعرف الى اين، كما جاءنا الرئيس الجديد في الولايات المتحدة الاميركية وكأنه يريد ان يحكم العالم، بدءا من المريخ وحتى الارض، وربما يصح معه معه شيء ويختلف في شيء اخر”.
وفي ما يتعلق بلبنان أملنا كبير بان تعود السعودية بزخم الى هذا البلد والا تميز بين طائفة واخرى او حزب واخر، وان تعيد الاعمار الى هذا البلد المنكوب والجريح الذي دفع الاف الشهداء في سبيل لبنان وليس في جنوب لبنان فقط، وفي هذا الاطار نقول ان “ما يجري اليوم وما نسمعه ونراه من الموفدين الاميركيين وغيرهم الذين يتلبسون برايات العدو ويقصدون اعلى مراكز الحكم في لبنان ويفرضون رأيهم دون اي احتجاج هو امر مؤسف، ونتمنى ان يتم تصحيحه”.
أما في ما خص مطار بيروت وهو مطار مدني وليس عسكريا فهل يحق لدولة دون اخرى، كما ان الجمهورية الاسلامية هي دولة عضو في الامم المتحدة وفي منظمات دولية كثيرة وتربطنا فيها علاقات دبلوماسية ، فكيف لا يحق لطائراتها أن تحط في مطار بيروت ، ولكن ان تمنع بأمر من ادرعي فهذا امر لم نسمعه في تاريخ لبنان حتى في زمن المفوض السامي الفرنسي او في زمن العثمانيين، ومن جهة ثانية فان الاعتداء على سيارات تابعة لقوات اليونيفيل على طريق المطار هو محط استنكار، فاليونيفيل منظمة دولية تخص كل دول العالم ونرفض الاعتداء عليها او النيل منها، ولكن نذكر بما تعرضت له مقرات اليونيفيل في جنوب لبنان من تدمير وجرف تام، لكننا لم نسمع صوتا من هؤلاء يستنكر هذا الاعتداء الاسرائيلي على القوات الدولية”.
وحول وجود مخاوف من التعرض لأبناء طائفة الموحدين الدروز في جبل العرب، يلفت الشيخ الغريب ان هناك تخوف اذا بقي الحكم في سوريا يلبس هذا الثوب من “الثورة”، اما اذا لجأوا الى حكومة مدنية تشمل كافة الافرقاء فلا مانع من ذلك، ونحن لسنا بحاجة الى معلمين واساتذة في جبل العرب فهم يعلمون الناس على الوطنية منذ التاريخ، ولم تكن سوريا عام 1925 الا بقيادة المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش قائد الثورة العربية السورية الكبرى، فهؤلاء وطنيون بامتياز ولكنهم يعترضون على الحكومة الدينية الى دين كانت، فهذا هو الاعتراض فقط، اما اذا قام ابو محمد الجولاني بتغيير نهجه الثوري وعاد صحيحا الى احمد الشرع والى الشرعة الدولية القائمة لتنظيم الدول والادارات، فلا خوف على الطائفة الدرزية او غيرهم.
وبالمناسبة وجه سماحته تحية إجلال لأصحاب السماحة ومشايخ وأبناء جبل العرب وجرمانا وجبل الشيخ واشرفية صحنايا.
وعن موقع الموحدين الدروز في ظل متغيرات المنطقة يؤكد الشيخ نصرالدين الغريب انه “فنحن عرب أقحاح ولا نتخلى عن عروبة لبنان وعروبة طائفة الموحدين الدروز ولا عن عروبة فلسطين، ولكن المؤامرات الكونية والدولية مع المتواطئين على القضايا العربية في الداخل العربي، امر مخيف جدا ولا يبشر بمستقبل زاهر”.
وحول بعض الموقف التي صدرت معتبرة ان الشيخ موفق طريف لا يمثل موقف طائفة الموحدين الدروز دبلوماسياً أشار الشيخ الغريب، أننا كمشيخة عقل لم نُبلغ لا من قبل الشيخ موفق طريف او من غيره بأنه هو الممثل الشرعي الوحيد للطائفة الدرزية ولم يدعي ذلك ، وهو يمثل الطائفة الدرزية في فلسطين كما ان هناك مشايخ اخرين نحترمهم جميعا”.
وردا على الاساءات التي طالت مرجعيات روحية عليا لدى طائفة الموحدين الدروز، يؤكد الشيخ الغريب اننا “نستنكر اشد الاستنكار هذا الأمر، لأن الدين شيء والسياسة شيء آخر.

وفي سياق آخر قال الشيخ الغريب يؤسفنا ان بعض مشايخ طائفة الموحدين الدروز يبالغون في نهج سياسي معين، وهذا الأمر لا يجب ان يكون عند مشايخ الدين، فليكن هذا القرار سياسيا عند رجال السياسة وهذا ما يعرض هؤلاء المشايخ للانتقاد في بعض الاحيان، ومع اننا ضد هذا الانتقاد ومع النقد البناء الذي يخدم مصلحة المجتمع ونطلب من المشايخ الأفاضل ان يكونوا على سوية من الاخلاق العالية لان مواصفات أهل الدين تختلف كثيرا عن مواصفات أهل السياسة، ونحن نأمل ذلك ولكن نشعر ببعض الخلل في بعض المرافق”.
ويختم سماحة شيخ العقل بتساؤل مفاده اذا بقيت الخيمة الاسرائيلية والاميركية ترفرف فوق هذا الشرق الاوسط، فالنتيجة ستكون التخاذل وتخلي عن القيم والتاريخ العربي المشرف ويسلمون هذا الى عدو شرس جاء من شتات العالم ليتحكم بامور الناس في فلسطين والمنطقة بشكل لم نسمع به من ذي قبل وكأن حكم الاحادية عاد وبشكل أكثر قوة مما سبق”.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى