رياضة

حضور جماهيري غير عاديّ للنجمة

أن تكون مدرجات أي فريقٍ منافس أكثر اكتظاظاً من مدرجات فريق النجمة، يعني أن هناك أمراً غير طبيعي.
هو ما بدا عليه الوضع في نهاية الأسبوع الماضي عندما لعب الفريق البيروتي الشعبي في مواجهة الحكمة حيث تعادل معه 0-0 ضمن الجولة الثالثة للدوري اللبناني لكرة القدم.
المشهد في ملعب مجمع الرئيس فؤاد شهاب الرياضي في جونية كان غريباً، لا لأن قسماً من «ألتراس الأخضر» الذي اعتاد على التواجد في قاعة نادي غزير لتشجيع فريق كرة السلة حضر إلى ملعبٍ لكرة القدم، بل لأن الأجواء الجماهيرية في اللقاء تفوّق فيها على أكبر جمهورٍ في لبنان خلال فتراتٍ عدة من زمن المباراة.

الواقع أن المعادلة بسيطة والأسباب واضحة، إذ بعد انتصارين في بداية الموسم، تشجّع الحكماويون للقدوم ومتابعة فريقهم من المدرجات التي كانوا لا يفوّتون مناسبة لملئها في تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة. في المقابل، لخّص أحد النجماويين في حديثه إلى «الأخبار» سبب عدم امتلاء القسم المخصّص لجمهور فريقه كما جرت العادة بكلماتٍ قليلة: «هذا ليس موسمنا».
عبارةٌ بسيطة تفسّر ما شعر به «شعب النجمة» إثر الخسارة أمام العهد بعد سنواتٍ طويلة من التفوّق عليه في المواجهات المباشرة، وذلك عندما سقط أمامه 1-2 في الأسبوع قبل الماضي.

نتيجةٌ كانت منطقية بحسب قسمٍ كبير من المتابعين بحُكم خوض النجمة البطولة من دون أجانب، وبسبب خسارته عناصر محليين أساسيين أيضاً قبل استئناف الموسم بحيث انتقل خليل بدر إلى اليرموك الكويتي، ومثله فعل حسن كوراني بانضمامه إلى الشباب العُماني.

طبعاً الأسباب أصبحت معروفة، إذ إن السيولة ليست متوفّرة بنفس الكمّ الذي كانت عليه في الموسم الماضي، ما انعكس سلباً على الفريق، وهي مسألة لم ترضِ الجمهور الذي على ما يبدو أن قسماً كبيراً منه قرّر مقاطعة المباريات، وحتى القسم الذي حضر أخيراً خرج غير راضٍ عن النتيجة أمام الحكمة، لا بل إن بعض المشجعين لم يوفّروا اللاعبين بعد اللقاء، في ما بدا غضباً مفهوماً.

حالةٌ انتقلت بعدها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت الانتقادات والاعتراضات كالنار في الهشيم، ما دفع المدير الفني محمد الدقة إلى الخروج بكلامٍ لتهدئة الوضع عبر حسابه الخاص على موقع «فايسبوك»، طالباً من «أعظم وأوفى جمهور، شعب النجمة العظيم» بحسب ما وصفه «تفهّموا ظروف الرئيس وظروفنا وادعموا فريقكم الشاب لأنكم أنتم ملح اللعبة وسُكّرها ومن دونكم ليست هناك لعبة».

وختم: «اعتبروا هذا المنشور بمثابة مصارحة وفي الوقت عينه احتراماً لكم لأنه يفترض أن تعرفوا وضع فريقكم. نتفهّم غيرتكم وحبكم اللامحدود للفريق وهمّنا أن نفرحكم ونقدّم لكم «لبن العصفور»، لكن تفهّموا ظروف ناديكم بعد الحرب».
كلمات لا شك في أنها ستهدّئ الأمور بعض الشيء، لكن من يعرف «المجانين» في حبّ النجمة، يعلم أنه لن يرتاح لهم بال قبل أن يروا فريقهم الأقوى من جديد، فهل سيعود إلى الطريق الطبيعي قبل فوات الأوان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى