أبناء السويداء منعوا دخول رتل “تحرير الشام”… لا لـ”حصان طروادة”
خاص
في خطوة مفاجئة وبدون أي تنسيق مع المرجعيات الروحية وقادة الفصائل المحلية في محافظة السويداء حاول رتل عسكري يضم عشرات السيارات تابع لهيئة تحرير الشام وجهاز الأمن العام التابع لها الدخول إلى المحافظة ليل الثلاثاء – الأربعاء، هذه الخطوة المستغربة أدت الى إستنفار في صفوف الفصائل المحلية المنضوية في غرفة العمليات المشتركة في محافظة السويداء والتي أوقفت الرتل عند مدخل المحافظة وطالبت المسؤول عن الرتل المدعو بـ”أبو البراء” بالعودة إلى العاصمة دون إكمال طريقه الى مبنى قيادة الشرطة في السويداء وهذا ما حصل بالفعل.
مصادر في غرفة العمليات المشتركة أعربت عن إستيائها من محاولة الرتل العسكري التابع لهيئة تحرير الشام الدخول بطريقة الخلسة إلى المحافظة، لا سيما وأن هناك اتصالات دائمة بين فعاليات السويداء وإدارة العمليات العسكرية في دمشق لترتيب المسألة الأمنية في المحافظة، الأمر الذي طرح علامة إستفهام حول الجهة التي تم التنسيق معها من قبل إدارة العمليات العسكرية، حيث تفيد معلومات ان هناك تواصل حصل مع سليمان عبد الباقي (مسؤول فصيل احرار الجبل) الذي لم يبلغ المرجعيات الروحية في المحافظة لا سيما الشيخ حكمت الهجري بخطوة قدوم الرتل العسكري الى المحافظة، وهذا الأمر أثار غضب الشيخ الهجري الذي رفض دخول الرتل جملة وتفصيلاً، وكذلك كان الموقف في السويداء موحداً في منع دخول أي مسلحين من خارج المحافظة دون التنسيق مع مرجعياتها الروحية والفصائل المحلية، التي كان موقفها واضحاً منذ البداية بمنع أي محاولة للعبث بأمن المحافظة.
وحذرت مصادر في السويداء من محاولة بعض الأشخاص من أبناء المحافظة من الطامحين بلعب أدوار في المستقبل من توريط المحافظة وأهلها في مآزق أمنية، لا تصب في مصلحة طائفة الموحدين الدروز وأبناء محافظة السويداء عموماً، ورأت المصادر ان دور هؤلاء أقرب الى دور “حصان طروادة” في السويداء، وهذا ما يجب التصدي له ومنع تكرار ما حصل بالأمس، لأنه كاد يؤدي الى نتائج وخيمة لولا عقلانية الشيخ حكمت الهجري وباقي المرجعيات، ووجهاء المحافظة وقادة الفصائل المسلحة التي تتولى تأمين الحماية.
وختمت المصادر بدعوة الجميع الى نبذ أي شخص تسوّل له نفسه ان يغامر بأمن وآمان أهل السويداء عموما والموحدين الدروز بشكل خاص، لأن العبث بأمن محافظة السويداء خط أحمر وخطوة مرفوضة جملة وتفصيلاً.
وفي رسالة واضحة مفادها بأن الدخول الى محافظة السويداء دون التنسيق مع مرجعياتها الروحية مرفوض ولا يمكن أن يمر مرور الكرام، إحتشد عدد من أهالي مدينة جرمانا وأشرفية صحنايا ودير علي في ساحة الامويين في العاصمة دمشق، بعد ان وصلتهم الأخبار عن توجه رتل لهيئة تحرير الشام إلى السويداء ووقوف اهالي السويداء في وجههم ومنعهم من مواصل طريقهم الى داخل المدينة تحت جنح الظلام.