منذ الاغتيال الغادر للقائد الجهادي الحاج محسن في ضاحية بيروت الجنوبية والنيل غيلة من المفاوض الأول لحركة حماس في العاصمة الإيرانية طهران، والمنطقة برمتها على حد شفرة حادة وذئاب أورشليم تتحسس رقابها وقوى محور المقاومة ترصد الهدف بعناية كي يأتي الرد موجعا متماثلا رادعا .
بالمقابل دبلوماسية نفاق الغرب الجماعي تتلوى وتتلون وتتلطى خلف عناوين التهديد المبطن تارة والاطفائي المزيف تارة أخرى فيما المأمول والمرتجى رفع الضرر عن الكيان العبري المهزوز العابر حتما إلى ضفة الزوال بمؤشرات طوفان الأقصى وما تلاه من انحدار وانهيار لجدران ومرتكزات بنيوية لطالما كانت سر بقاء الدولة الإرهابية المصطنعة، فإذا بالسر يتكشف عن كذبة التفوق وفضيحة جبروت القوة التي لا تكسر .
الكيان العبري وفق كل المعطيات لأول مرة محاط بكتلة نار تمتد من جبال طهران إلى جبل عامل في جنوب لبنان مرورا باليمن العراق وسوريا.
إنَّ خطة فصل المسارات أو الخطوة خطوة التي اعتمدها كيسنجر -ثعلب البيت الأبيض -عقب حرب تشرين التحريرية عام 73 بإخراج مصر من دائرة الصراع، يبدو أن نتنياهو ومعه الغرب الجماعي أراد تفعيلها بالحديد والنار فضرب واغتال في العواصم متوهما أن قطعا للعرى التواصلية التلاحمية قد يشكل طوق نجاة لكيانه يفك عنه طوق النار الذي بات يرعب العالم دون مبالغة، فالسيطرة على الملاحة في المسطحات المائية والممرات الاستراتيجية وتداعياته الأمنية والاقتصادية،واستنزاف الكيان الصهيوني بالتدرج القاتل وجعل القواعد الأميركية تحت الضربة في أي لحظة جميعها عوامل قلبت معادلات ورسمت خطوطا للصراع خرجت معه دول غرب آسيا أو تكاد من دائرة النفوذ الغربي، وهذا ما يفسر المسارعة المحمومة لرفع الضيم عن الكيان العبري المترنح المحروس بدل الحارس والمردوع بدل الرادع بانقلاب للمشهد هو من بركات طوفان الأقصى ووحدة الساحات والإسناد لغزة من عدة فوهات تعصف بالكيان وفق منظومة متراصة فاعلة نشطة وهادفة شكلها محور المقاومة .
وعليه فإن رفع سيد المقاومة مستوى الرد على جرائم نتنياهو سواء في الضاحية ورمزيتها وحجم الاستهداف وطهران ورمزيتها أيضا وحجم الاستهداف إلى مرتبة الشرف والثأر للكرامة يعني فيما يعني ردا قاسيا قاصما يؤدب نتنياهو ويشذب بعمق جموحه وعنجهيته وصلفه المقيت فإذا لم يرعوِ ويرتدع ويلوِ ذيله ويبتلع الصدمة فإن توسع الحرب التي يظن أنها القشة التي ستنقذه من السيل العارم وتوقف استنزاف شريان الكيان بأمنه واقتصاده ومعنوياته ،ستكون مجرد مغامرة لا بل مقامرة خاسرة لأن محور المقاومة أعد العدة بانتظار تلك اللحظة مستفيدا من غرور نتنياهو وجنونه لأنه المفصل القيادي الأنموذجي لتقويض الكيان ومحق وجوده .
وعليه فإن الغرب المنافق ومعه أميركا مديرة الحرب على غزة ومحور المقاومة مطالب بالإقلاع عن التشاطر وممارسة الضغط بالاتجاه الصحيح ولجم الفيل الهائج لأن الازدواجية المتأصلة والمعتمدة من خلال ترك نتنياهو يفعل الأفاعيل دونما تقييده وضبط إيقاعه ومن ثم المبالغة بالتحرك لمنع محور المقاومة من الرد ثأرا للكرامة والوجود الإنساني الحقيقي بحجة اتساع رقعة الحرب وما إلى ذلك من عبارات كخفض التصعيد وضبط النفس وعدم الانزلاق إلى مواجهة كبرى وإفساح المجال للعمل الدبلوماسي وسوى ذلك من الأطروحات الممجوجة كأسطوانة مشروخة تحملها إلينا الوفود زرافات ووحدانا في وقت يلهو نتنياهو بدم قادتنا من خلال الاغتيال كبديل عن المواجهة، مشفوعا بسردية ممتلئة قيحا ورياء بعد كل عملية اغتيال، (نكتفي بهذا القدر ولا نريد توسعة الحرب) كما جاء على لسان غالانت وغيره.
إنَّ قوى المحور وفي طليعتها حزب الله لن يتكيف بأي حال من الأحوال مع هذه اللعبة المكشوفة أي الاستمرار بتصفية القادة العسكريين واستنزاف الهيكل العسكري للمقاومة على أساس أنها معركة ما دون الحرب تؤلم المقاومة وتبقى ما دون مواجهة فعلية وحرب أكلافها أقل بكثير من اصطياد القادة الميدانيين بأسلوب الغدر المتمادي.
دون شك سيكسر حزب الله هذه المعادلة ويمنع نتنياهو وعصابته المجرمة من تكريسها وتكديس نقاط لصالحه تعومه شعبيا وترضي الجمهور اليهودي الغارق بيمينيته وفاشيته.
الليلة، سيكون الخطاب الفصل والفيصل المحسوم لسماحة سيد المقاومة وبعده تتدخرج الساعات كما الثواني في روزنامة عكسية بمعنى الرد الثأري المدروس بحكمة وشجاعة وحزم واقتدار، وقد نسمع صوتا هادرا من خلف الشاشة: انظروا إليها إنها تحترق أو انظروا إليه صار ركاما والله أعلم.. فالكلمة للميدان وبيننا وبينهم الليالي والأيام.