شاب إنتحر وآخر باع أسحلة قوى الأمن وفرنجية يطلق حملة المنع
مارون ناصيف - النشرة
عندما أثار النائب طوني فرنجية خلال جلسة التمديد للمجالس البلدية والإختيارية بالأمس ضرورة أن يقرّ المجلس النيابي قانوناً يمنع ألعاب الميسر والمراهنات online، لم يكن كلامه أبداً من باب التصويب على التيار الوطني الحر على إعتبار أن كازينو لبنان الذي يرأس مجلس إدارته رولان خوري المنتسب الى التيار الوطني الحر، أطلق منذ مدة تطبيق betarabia الذي يسمح لأي شخص أن يلعب الميسر ويراهن عبر هاتفه الخلوي.
نعم لم يكن كلام فرنجية بهدف التصويب على التيار والدليل كيف وقف نائب تيار المرده أثناء جلسة التمديد ذاتها ولحوالي عشر دقائق مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لمناقشة التعديلات التي اقترح الرجلان إدخالها على إقتراح التمديد المقدم من النائب جهاد الصمد والتي تسمح للمجالس البلدية فرض رسم مالي على لمّ النفايات ورسم مالي آخر على النازح السوري الشرعي في لبنان بهدف تمويل صناديقها.
مطالبة فرنجية بمنع ألعاب الميسر والمراهنة online جاءت بعدما بدأ السحر بالإنقلاب على الساحر،فلطالما عيّر خصوم المرده رئيس التيار سليمان فرنجية بأنه وزّع الكثير من رخص البينغو لا سيما في مناطق جبل لبنان يوم كان وزيراً للداخلية والبلديات بين عامي 2004 و2005. أما اليوم فلم يعد تيار المرده قادراً على السكوت عن آفة لعب الميسر خصوصاً بعدما بدأت تداعياتها السلبية تصيب جيل الشباب ولا سيما الزغرتاوي منه.
فالنائب طوني فرنجية كشف خلال جلسة مجلس النواب أن مواطناً زغرتاوياً إنتحر منذ أسابيع قليلة والتحقيقات التي لا تزال مفتوحة ترجح أن يكون سبب الإنتحار خسارته حوالى 450 ألف دولار عبر ألعاب الميسر والمراهنة عبر الإنترنت. وهنا عندما نتحدث عن مراهنات وميسر عبر الإنترنت يكون المقصود أكثر من مئة موقع الكتروني غير شرعي منها ما يدار من لبنان ومنها ما يدار من خارج لبنان، ولطالما طالب كازينو لبنان القضاء والأجهزة الأمنية بضرورة حظرها وحجبها في لبنان كل ذلك من دون أن يتحقق شيء من هذه المطالب والسبب الحمايات السياسية لشبكات وأصحاب هذه المواقع ومشغليها.
لم يمر الكثير على كلام فرنجية حتى فجّر زميله سجيع عطية قنبلة من عيار أعلى كاشفاً أن عنصراً في قوى الأمن الداخلي يخدم في فصيلة الدكوانة باع من مخزن الفصيلة المسؤول عنه شخصياً 18 قطعة سلاح أميري (14 مسدساً و4 بنادق) بالإضافة الى 21 ألف طلقة نارية ليتبيّن فيما بعد أن العنصر المذكور مُدمن على ألعاب الميسر وهو من بلدة رشعين جارة زغرتا، وقد تورط بمبالغ كبيرة مع مُرابين ولم يجد إلا السلاح الأميري الموضوع في مخزن الفصيلة وسيلةً للسرقة والبيع بهدف تسديد ما عليه من ديون.
تخيلوا أن أحد المرابين الذين حصلوا على مسدسين من مسؤول مخزن السلاح في فصيلة الدكوانة رمى المسدسين المذكورين بالقرب من إحدى المدارس في زغرتا وذلك بعد إنكشاف أمر السرقة وعلمه بأن السلاح الذي حصل عليه من عنصر قوى الأمن هو سلاح أميري.
لكل ما تقدم أتخذ تيار المرده قراراً لا رجوع عنه بمكافحة ألعاب الميسر والمراهنات عبر الإنترنت ومن إجابة رئيس المجلس النيابي نبيه بري على مطالبة فرنجية وعطيه بإقرار قانون المنع، والتي قال فيها “إذا المجلس موافق أنا ما عندي مشكلة” سينطلق طوني فرنجية بسلسلة من المشاورات واللقاءات مع أكثر من كتلة نيابية للتوصل في نهاية المطاف الى صدور قانون منع العاب الميسر والمراهنات عبر الإنترنت وتطبيقه، لأنه لم يعد مقبولاً بعد اليوم أن يدمّر شاب حياته وحياة عائلته بكبسة على هاتفه الخلوي!.