عن نقولا أبو فيصل الإنسان.. أكتب

أن تلتقي شخصاً تعرفت عليه من خلال إنتاجه الفكري قبل ان تلتقيه على أرض الواقع، فتجد أنه يختزن أضعافا مضاعفة من الإرث الفكري والأدبي فسرعان ما تدرك أنك أمام شخصية إستثنائية، ولعل ما يؤكد على فرادة هذه الشخصية أن صاحبها ليس من نادي الكتاب والصحافيين او الادباء والشعراء، بل ينتمي الى فئة المنتجين على مستوى الصناعة الوطنية من خلال مجموعة غارينيا غران دور التي باتت سفيرة المذاق اللبناني الى العالم، إلا أن نجاح نقولا ابو فيصل الصناعي صنع منه شخصية مصقولة بالمعرفة والثقافة، فحوّل هذه المعرفة الى نصوص ومقالات كان لها عظيم الاثر، فتحولت الى سلسلة كتب تحت عنوان “عن لبنان.. لماذا أكتب؟” بأربعة أجزاء حتى الآن تحمل توقيع مؤلفها نقولا أبو فيصل.. هذا الصناعي الناجح الذي يثبت أن الأمل بنهوض لبنان موجود رغم كل الظلمات، فشاء ان يكون الاحتفاء بصدور كتابيه في مناسبة عظيمة هي عيد الأم، الذي يحتل مكانة خاصة في قلب وعقل نقولا ابو فيصل، فكان اللقاء مع نخبة من أصحاب الشأن في مختلف المجالات الفكرية والثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية والاعلامية، لكن أكثر ما يلفتك في نقولا ابو فيصل تلك القامة الإنسانية فهو تحدث بكلمة مرتجلة عن الأم بلغة الطفل المشتاق لعناق والدته بعد سنوات الفراق، فكانت كلماته زاخرة بالمشاعر والاحاسيس، فكانت انسانية نقولا ابو فيصل تطغى على ما عداها من صفات يكتنزها في شخصيته الإستثنائية، ولعل ما يؤكد على هذه الإنسانية الغير مستترة، تخصيصه ريع كتابيه الى متضرري الزلزال في حلب واللاذقية، ما يدفعك الى ان تدرك مجددا أنك أمام قامة إنسانية إستثنائية في هذا الزمن.. فكان لا بد من الإضاءة على جزء من هذه الشخصية مقتبساً عنوان انتاجه الأدبي مع بعض التعديل ليصبح “عن نقولا أبو فيصل الإنسان.. أكتب” ويا ليتنا كل يوم نكتب عن شخصيات من أمثال نقولا ابو فيصل من أصحاب الانتاج الصناعي والفكري والأدبي والثقافي فعندها سيكون لبنان بألف خير.
يوسف الصايغ