الرئيسيةمجتمع ومنوعات

بين فكر علي بن ابي طالب ….والانسان الناجح!

يظهر جلياً في كتاب “نهج البلاغة” للامام علي بن ابي طالب أن للعقل مكانة مهمة ومرموقة في فكره ، فهو قوة فاعلة وتعبيرية في حياة الانسان ، وهو السلطة التي تقوده إلى الخير والسعادة ، اضافة الى أنه الاداة التي يستخدمها الانسان لمواجهة حالات الضعف التي تواجهه ، وهو القوة التي تساعده للانتقال مِن الشر إلى الخير ، فعندما يستخدم الانسان سُلطة العقل في توجيه حياته نجده يترفع في بناء شخصيته ، وما ينتج عن ذلك مِن فضائل جديدة يتحلى بها مثل الاستقامة في العمل ، والصدق في التعامل مع الناس ، كما أن امتلاك العقل العَلم يساعده للوصول إلى الحلم ، لتكتمل بذلك الشخصية المتكاملة التي يسعى الانسان لتحقيقها في الحياة .

ومن الواضح ايضاً في فكر الامام علي بن ابي طالب أن العقل والحلم والعلم تمثّل مجتمعةً الشروط التي يجب توفرها في المدير الجيد القادر على الادارة ، حيث أن سلطة العقل تمتد في آثارها على الادارة وحسن التدبير لأنّ بالعقل وحده لا يمكن للانسان أن يُدير أعماله بطريقة فعالة ، ومداراة عقول الناس حوله هي إحدى أركان الادارة الجيدة لجهة معرفة ما يرضيهم وما يزيد من حماسهم وفعاليتهم في العمل ، كما أن توفر شرط الحلم في الاعمال هو أحد أركان الادارة والقيادة ، فالادارة ليست فناً وحسب بل هي علم أيضاً ، من هنا فأن الهدف من تنمية قدرات الانسان هو جعله يتمتع بالقدرة على تحمل المسؤولية وإدارة الاعمال .

أما كيف يكون الانسان حليماً في فكر الامام علي بن ابي طالب ؟ فقد أتى على ذكر ذلك من خلال طرحه عدة طرق تساعد لكسب هذه الفضيلة، منها “جالس الحلماء تزد حلماً ” “صاحب الحكماء وجالس الحلماء” مصراً على الابتعاد عن المذلة ومكافحة هذه الآفة التي تقف حجر عثرة أمام الحلم “آفة الحلم الذلّ ” وبذلك يعتبر الامام علي أن الذليل يفقد موازين القيم ، كما نجده يطلب منا تجنب الاغبياء حين يقول “لا تصحبنّ من لا عقل له”ويصر علينا مجالسة الحكماء حيث يعتبر مجالسة هؤلاء حياة للعقول وشفاء للنفوس ، وينتج عن ذلك إنسانٌ متّزن منضبطٌ تتحرك أجزاؤه وفق معايير وقواعد، وتكون الحركة بطبيعة الحال باتجاه الخير بالطبع .
بحث نقولا ابو فيصل




يلفت موقع "Daily lebanon" الى انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!