شيخ العقل نصر الدين الغريب يكشف لدايلي ليبانون تفاصيل مساعيه الوفاقية بين مشايخ طائفة الموحدين الدروز
لا نستطيع ان نتحدث أين تذهب أموال الوقف الدرزي وكيف تُصرف

أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب في حديث لموقع دايلي ليبانون حول الجهود والمساعي التوفيقية التي قام بها بعد الأجواء المتشنجة بين مشايخ طائفة الموحدين الدروز، أنه دوماً يدعو لإتباع نهج الصلح والوفاق على الصعيد الوطني العام، فكيف إن كان الأمر يتعلّق بالشأن الداخلي لطائفة الموحدين الدروز وفي صفوف المشايخ تحديداً. لذا ومن هذا المنطلق، قام بزيارة الى فضيلة الشيخ أمين الصايغ، بحضور جمع من المشايخ “حيث لم يجرِ مناقشة التفاصيل حينها، ولكن وعدناه بأن نعود اليه”.
ويتابع: “كما زرنا الشيخ الفاضل أبو صالح محمد العنداري وبحثنا هذا الموضوع، ومما قلناه انه عندما يكون الأمر بينك وبين فضيلة الشيخ أمين الصايغ فلا مجال للدخول على هذا الخط، فأنتم الأحرى ان تكونوا من الساعين والدؤوبين بإصلاح ذات البين مهما كانت الظروف والاجواء، كما أكدنا له في زيارة ثانية أننا لا نعارض أي أمر يصدر عن هذا البيت الكريم، ونتمنى ان يكون هناك لقاء بينكم وبين الشيخ أمين الصايغ لإصلاح ما تيسّر، ولا أطلب منك موعداً ولتكن الأمور بين يديك. وحدثت الزيارة بعد ايام بحضور الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب، ولا أدري ما إذا كانت هذه الزيارة ناجحة أم ان الأمور بقيت على حالها، ولم أرد ان استخبر عن حقيقة ما جرى”.
من جهة ثانية، وحول خطوة تلبيس الشيخ أمين مكارم للعمامة المكولسة، دون العودة الى رئيس الهيئة الروحية الشيخ أمين الصايغ، يشير الشيخ الغريب، الى ان الشيخ أبو صالح محمد العنداري توِج بهذه العمامة من قبل المرحوم الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ، ولكن نتيحة تقشف هذا الشيخ وتزهده لم يرتدِ هذه العمامة ووضعها في البيت، وبعد هذه المدة طويلة أراد أن يرفع هذا الحمل عن عاتقه وأن يقوم بمبادرة ما، وكانت إرادة الشيخ ابو صالح بأن يقوم بهذه المبادرة من خلال تلبيس العمامة الى الشيخ مكارم، وحسب ما ذُكِر لي أنه أرسل رسولاً الى الشيخ امين الصايغ وأبلغه بالأمر قبل أن يقوم بهذه المبادرة، ولا أعرف ماذا كان الجواب من قبل الشيخ الصايغ”.
ويلفت الشيخ الغريب الى ان “تلبيس العمامة المكولسة يُبنى على ثلاثة أمور، أولاً: الإستحقاق الديني، وثانياً الاستحقاق المناطقي، وثالثاً ربما سياسي”.
أمّا على صعيد الوضع القائم داخل طائفة الموحدين الدروز فيحمّل الشيخ الغريب المسؤولين كامل المسؤولية، ويضيف:”هل نحمّل المسؤولية الى فرد او شخص أم للّذي يأمر وينهي، واذا كان الأمر والنهي بين يدي أولئك المسؤولين فمَن يتحمل المسؤولية؟
و حول العلاقة مع سوريا فيؤكد الشيخ الغريب انها ممتازة جداً ونتواصل دائماً مع سيادة الرئيس بشار الأسد، والعلاقة الروحية مع بعض مشايخ العقل لا بأس بها، ونحضهم دائماً على الاتفاق في ما بينهم، وهذا الأمر يحضهم عليه الرئيس الأسد أيضاً.
وفي ما يتعلق بملف الأوقاف الدرزية والمجلس المذهبي بظل المطالبة بكشف مصيرها، يشير الشيخ الغريب انه “تم الحديث عن هذا الأمر سابقاً ولا أريد التكلم به في الوقت الحاضر، لأن لا جدوى عن التكلم بهذا الموضوع، وهو بين أيدي أعضاء المجلس المذهبي وشيخ العقل الآخر ورجال السياسة ايضاً، ولا نستطيع ان نتحدث اين تذهب أموال الوقف الدرزي وكيف تُصرف، انما هناك دلائل واشارات، لا نرى مسوغا او مُبرراً لصرف هذه الاموال في مكان ما، فمثلاً هناك مستشفيات وهناك مرضى وعوز وفقر، ولا نرى مساعدات قيمة او جدية في هذا المضمار”.
ختاماً وعلى صعيد الوضع القائم في لبنان بظل الشغور الرئاسي، يلفت شيخ العقل الى أن “العلّة هي في المسؤولين من كل الطوائف، فهم المسؤولون عن هذه الرعيّة وعن هذا الشعب، فالفقر والعوز والحرمان يعود الى سياساتهم الخاطئة من كل الطوائف، وأخص بالذكر المسيحيين، والان هناك قوتان سياستان بينهما ولا يصطلحان مهما كلف الأمر، وحتى حلفاء المقاومة لهم رأيهم الخاص وربما يسعون الى تصعيد الموقف، ونحن ندعوهم الى تسهيل الأمور رحمة بالناس والمواطنين”.
خاص الموقع