اخبار محليةالرئيسية

عن سعد الحريري ودولة الفشل – بقلم يوسف الصايغ

كثيرون صدموا بقرار رئيس حكومة لبنان الأسبق سعد الحريري الذي قرر بالاكراه او طواعية الاعتكاف السياسي  وعدم الترشح هو وتياره للانتخابات النيابية المقبلة، واعتبروا ان قراره يحمل في طياته إشارات سلبية تجاه الحياة السياسية، والبعض تحدث عن “اليتم” والى ما هنالك من عناوين وشعارات اطلقت تعبيرا عن استنكارهم لخطوة الحريري الإبن.
لكن هل سأل احدهم هؤلاء الساسة على ماذا يأسفون ولماذا يتأسفون، هل يمكن لأحد ان يجيبنا ماذا يمكن ان يقدم سعد الحريري وباقي هذه الطبقة السياسية التي كان الحريري احد اركانها للبنانيين بعد؟
هل يريدون استكمال انجازات الانهيار المالي والاقتصادي، ام استخراج الغاز والنفط من البحر، او ربما يريدون ان يستكملوا انجاز مخطط الكهرباء التي لا تغيب الا 23 ساعة ونصف خلال ال 24 ساعة، او ربما يريدون استكمال انجاز مخطط الطرقات وانارتها، وبناء معامل الطاقة المستخرجة من النفايات.
وربما يريدون استكمال الموازنة التي تعتمد خطة صفر ضرائب ورواتب التقاعد والشيخوخة والضمان الصحي والدواء المجاني، والتي لم تعد تنقصها الا البطاقة الصحية وتلك التمويلية التي لم تولد بعد لنقص الاعتمادات اللازمة.
وربما يريدون استكمال الخطة الاقتصادية التي تعتمد على الاقتصاد المنتج واعطاء الاموال للمودعين بالعملة الصعبة، بعد ان سلبوا الناس تعبهم ورزقهم.
بالطبع لا تتسع السطور ولا نجد الكلمات الكافية، كي نسرد انجازات هذه الطبقة السياسية التي بلغت حدا من الفشل والافلاس يتخطى افلاس الدولة المنهوبة نفسها، فهل يعلم من يتأسف على اعتكاف الحريري ان هناك عائلات لا تجد ما تسد به رمقها، ولا تملك وسيلة للتدفئة في هذا البرد القارس، بينما الكهرباء والماء غائبة منذ أيام عن بعض المناطق لا سيما الجبلية، التي باتت معزولة بظل عجز الدولة والبلديات عن فتح الطرق وجرف الثلوج، نظرا لنقص المحروقات وعدم توافر الاليات والميزانيات.
هل تريد هذه الطبقة السياسية ان نخبرها اكثر عن انجازاتها على مدى قرون خلت؟ منذ ما يسمى باتفاق الطائف الى اليوم مرورا بكل الأزمات والويلات التي ذاقها اللبنانيون الذين تحولوا بفضل هذه الطبقة السياسية الى مجرد متسولين على ابواب الدول عبر برامج مساعدات من هنا وهبات من هناك، بينما أهل السياسة يتأسفون على رحيل الحريري، فيا ليتكم تتخذون نفس قرار الحريري، لأنكم بلغتم القعر في هذه الدولة الفاشلة التي تتأسفون على رحيل أحد أسباب سقوطها، ماذا لديكم بعد كي تضحكوا به على الشعب في زمن الانتخابات؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!