اخبار محليةالرئيسية
قماش للسعوديين: هل تريدون ان نخوض لأجلكم حربا اهلية نأكل فيها لحم بعضنا؟

قال الناشط السياسي نادي قماش في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي:”السؤال الذي نريد معرفته: ماذا تريدون في السعودية من لبنان؟ هل تحتاجون فعلاً في المملكة الى كلّ هذا السيلان اللبناني من التملق والمداهنة حتى ترضىون؟ هل انتم دولة معقدة عاطفياً مثلاً؟
واذا كانت الدول لا تمرض مثل البشر بعقد النقص والفراغ العاطفي، بل هي تبحث عن المصالح في السياسة والاقتصاد، فما هي مصلحتكم؟
هل تسعون فعلا للوقوف بوجه سيطرة ايران على لبنان؟ ماذا نقول وانتم تفاوضون وتتوددون اليها وتشبّكون معها في ملفات الاقليم من سوريا الى العراق الى ما يتعداه على طول مسافة طريق الحرير.
طيب هل هو دور حزب الله في اليمن وما استجد في مأرب؟ ام هو الدور السياسي الذي فقدتوه بسبب حلفائكم في لبنان ولا زلتم تحملون مسؤولية ذلك الى حزب الله؟
هل تريدون ان نخوض لأجلكم حربا اهلية نأكل فيها لحم بعضنا؟
ايريحكم ان شاهدتم اجسادنا أشلاء.. نتسابق في قتال مكون اساسي من مكونات المجتمع كي تسجلون عليه وعلى ايران نقطة في السياسة؟
ايرضيكم اذ ذبحنا بعضنا على الهوية واستبحنا اعراض بعضنا.. فتقولون للعالم انكم استطعتم حيث عجزت اسرائيل؟
ايفرحكم اذ نصّبنا حليفكم سمير جعجع رئيساً في بعبدا ونقلنا منزل البخاري الى عنجر وسلمناه نسخة جديدة عن مفتاح بيروت؟
ماذا تريد السعودية من الشعب اللبناني؟
هل علينا ان نعبدكم بين الهتنا الكثيرة، لأنكم تستقبلون جالية من خيرة شاباتنا وشبابنا وهي تعمل بكرامتها منذ عقود في مختلف القطاعات وتساهم في ازدهار بلدكم وتطوره؟
اجل، نحن ممتنون لكم على حسن تعاملكم مع اهلنا كما نحن ممتنون لكل بلد في العالم من اقاصي اميركا اللاتينية الى كندا واستراليا واوروبا وكل مكان يوجد فيه مغترب لبناني!
لكن هل يعني ذلك ان نزحف على بطوننا كي يرضى البلد المضيف؟
لم يطلب منا احد في العالم ذلك من قبل. بل على العكس، في كثير من البلاد، نحن اصحاب الاعمال واهل البلد يعملون في شركاتنا ومعاملنا تحت سقف قانون البلد المضيف.
وليكن اننا بلد صغير تحكمه الطائفية ومنهوب من الطبقة السياسية الفاسدة. الا ان معظم هؤلاء هم اصلا من حلفائكم، وانتم من ساهمتم في صنعهم وتسليطهم على رقابنا.
ورغم ذلك لا يسعى عاقل منا الى عداء او خصام معكم. وبدل ذلك فإننا ننظر بعين الغبطة الى تقدمكن في بعض الطموحات ونستبشر خيراً في نهضتكم الاجتماعية المستجدة.
حتى يوم اعتقلتم رئيس حكومتنا ووجهتم اليه شتى الاهانات. وقف معظم اعلامنا الذي تمتلكوه! واعلاميينا الذين تمتلكوهم! وغطوا اعيننا بأصابع من دودٍ وذل، فصدقنا ما اردتم انتم منا تصديقه، وكذبنا ما سعيتم انتم لتكذيبه. وكرّمنا المتواطئين معكم وجعلناهم نواباً ثم ثوارا!
ماذا تريدون منا ؟
ان نقطع السنتا ونصمت؟
لا تتوهموا! فأعز ما بقي لدينا من ممتلكات هي السنتنا. نستعين بها على ويلاتنا بعد ان جردتونا من حرية الرأي والصحافة والمحطات التلفزيونية التي صارت جميعها في عداد مقتنياتكم ومقتنيات باقي اعضاء مجلس التعاون الخليجي!!..
لذلك، والى ان نعلم ماذا تريدون منا تحديداً.. نحن متضامنون مع وزيرنا جورج قرداحي اكثر من اي وقت مضى. لا لكونه وزير في حكومة تمثل لنا الكثير. وهي قد لا تمثل لمعظمنا الا صورة عن فلم محروق ومشؤوم للطبقة السياسية. لكنه يبقى شأناً داخلياً يخصنا وحدنا دون غيرنا في العالم. ووقوفنا معه اليوم هو وقوف مع ما تبقى لنا من امل في الحياة. الا انها حياة مع بعض الكرامة، وبعض العزّ!