الكارثة ….والحل السهل الممتنع …. .. النفخ في القرب المثقوبة … – ميخائيل عوض

حذاري من افخاخ المنظومة والمستعجلين الى الحكم وتصفية ثورة ١٧ تشرين….
ماذا عن حكومة المهمة-حكومة الخبراء -الحكومة المختلطة سياسين وخبراء-حكومة المستقلين واخواتها-الحكومة الشعبية-الثورية .
على نمط الظلال واستعجال المناصب وتبديد الجهد بحثا عن تجميع وتشبيك بلا طائل وبسبب سلسلة طويلة من الاخفاقات والتشرذم مرت سنة وشهرين ولم يحقق ثوار ١٧ تشرين انجازا ثوريا يعتد به، وما تجلى للثورة من نتائج تحققت بفعل عفويتها ومرحلتها الاولى.
ومن الشعارات التي تم ترويجها لغايات في انفس اليعاقبة، اصناف وانواع الحكومات المطلوبة وشاركت في ترويج الافتراءات والاوهام كثيرا من المجموعات وانفقت زمنا تتداول بها بلا حصاد …
فالحديث عن حكومة شعبية وحكومة ثورية وحكومة منفى جاءت كفنتازيا فكرية تفتقت عنها عقول تستعجل اي انجاز ولو افتراضيا وعبر الواتس والتواصل، ومثلت قمة جبل التوهم والتخيلات، واستعارات ناقصة من تجارب عفا عليها الزمن،.
فالحكومة الشعبية واو الثورية تستوجب اسقاط المنظومة وحكومتها ومؤسساتها اولا وعمليا في الواقع وانجاز بديلها لتبدأ رحلة الثورة المنتصرة، والثورة المنتصرة تعلن حكومتها على ركام دولة المنظومة ولا تستجديها من المنظومة او على هامش سلطاتها فكيف بثورة خمدت جذوتها وانكفأ شارعها بعد ايام على انطلاقتها ولم تنجح المجموعات بحشد المئات في دعواتها للتحركات التي اقتصرت على فصائليتها فأين الجدوى او التعقل من طرح فكرة اقامة حكومة شعبية واو ثورية فمن اين لها السلطة والقوة والحضور ومن يعترف بها وماذا سيكون موقف المؤسسة العسكرية والوظيفه المدنية واية قطاعات شعبية واجتماعية ستساندها او تعتبرها حكومتها وكيف يتم وصفها بشعبية واو ثورية ودعاتها لايتجاوزون اصابع اليد وجل نضالاتهم بطولات وعنتريات الواتس اب ولو ان احدا تجرأ على اعلان حكومة شعبية او ثورية لكانت احدى فصائل المنظومة ارسلت لها ثلاث موتسيكات وجرت افرادها في الشوارع، فاي مهزلة كانت لتصير….
اما حكومة المنفى فامرها اكثر صبيانه من اخواتها ومن حاول ترويجها لا يعرف من الثورة ومراحلها وسلطاتها الف باء ولم يجهد نفسه للبحث في شروطها وظروفها وطبيعتها وجدواها ومدى مطابقة الوضع اللبناني بتلك التجارب التي جرت في ظروف وازمنه وبيئات مختلفة جذريا…..
اما ما يخص الشعارات التي طالبت بحكومة بديلة منذ ١٧ تشرين واسقاط الحريري لحكومته نزولا عند الضغوط الامريكية وفي محاولة لركوب الموجه الشعبية فيسجل لهيئة تنسيق الثورة في بيانها الاول انها طالبت بحكومة من الاختصاصين ومن خارج الطبقة السياسية وبصلاحيات تشريعة وقد تحول المطلب الى لازمه في بياناتها وبيانات المجموعات والاحزاب التي خرجت على الطبقة السياسية وتحول الشعار وتعددت الصفات التي وصفت الحكومة من مستقلة الى تكنوقراطية وتكنو سياسية ومستقلين وختم العناوين الرئيس ماكرون بالمطالبة بحكومة المهمة كحكومة فريق منسجم تسميه المخابرات الفرنسية وتعمل بايقاع الورقة الماكرونية وجلها تنسف نتائج الانتخابات وتوازناتها وتجاوز الدستور والقواعد الدستورية وتقاليد تشكيل الحكومات وهدفها المحوري اجهاض الثورة والتنكيل بالثوار وبالشعب الثائر والاستثمار بالظرف الثوري لاعادة لبنان تحت سلطة انتدابية فرنسية في زمن تتازم فرنسا والاتحاد الاوروبي وتعجز دوله وحكوماته عن معالجة ابسط ازمات شعوبها وبناء على التعليمات الماكرونية تم تكليف مصطفى اديب باستشارات شكلية وكانت التجربة بمثابة تمرين لتطويع اطراف في المنظومة والشارع تمهيدا لقبول تكليف الحريري بذات مسرحية الاستشارت ومازال البحث جاريا عن حكومة المهة وبانتظار ساكن البيت الابيض وما يرشح من تبدلات في السياسات الامريكية مع بايدن ….
يلاحظ ان كل ما طرح من عناوين وتسميات للحكومات تجاهلت المعطيات المادية وجلها راوح عند استجداء المنظومة تشكيل حكومتها بطلاء مختلف وتجاهلت ان المنظومة حاولت مع دياب وفشلت ذريعا….
فحكومة التكنوسياسية او التقنية برئاسة الحريري او حكومة المستقلين والخبراء والمطعمة كحكومة المهمة ومن غير الحزبين انما جميعها بلا تمييز هي محاولات تجميل للنظام ورهان على تعويمه وسعي لتبدلات طفيفة في الاسماء والتوازنات وحجم الحصص والشراكات.
جميع الطروحات تتجاهل ان البلاد في ظرف ثوري وان الازمة عميقة ومسدسة الاضلاع وانها تمس دور ووظائف الكيان وتهدده بالزوال وهي ازمة نظام وحكم ومؤسسات متفجرة في بيئة اقليمية وعالمية مازومة ويعاد هيكلة كل شيء وعلى كل المستويات، وتجاهلت ايضا ان المنظومة محكمة الاغلاق وانها منظومة مافياوية متشابكة المصالح وقادرة على احتواء وتعطيل اي حكومة لاتكون مهمتها انتقالية ومحددة بالشروع من فورها باحداث سلسلة متصلة من التغيرات الجوهرية والعميقة في البنية والسياسات والاجراءات وصولا الى اعادة صياغة وظائف الكيان وتحديث النظام وتغير قواعد الحكم والياته واعادة نظم وبناء مؤسسات الدولة جملتها وتفاصيلها…
فحكومة تكنوقراط او مطعمه او تقنية برئاسة سياسي زعيم، ليست بافضل حال من حكومة دياب او كرامي والحص من قبله وتلك لم تغير حرفا واحدا في اليات هيمنة المنظومة وفسادها وبنائها المحكم.
اما ما يتحفنا به بعض الزعماء والنواب و رجالات سياسة من العصر الحجري والزمن البائد فقد خرجوا علينا بالمطالبة باستقالة الرئيس وتقصير ولايته والشعار هذا يكشف بسفور ما تبطنه تلك الدعوات وكيف ان بعض رموز وفصائل وبقيايا رجالات المنظومة الخاسرين والخارجين من جنتها يحاولون ويسعون الى فراغ في القصر الرئاسي قد يطول كثيرا وبنتيجته يحدث اخلال بتوازنات المنظومة المذهبية والطائفية وخلفيتهم في الدعوة ” زيح لاقعد محلك” وكأن استبدال الاشخاص في قصر بعبدا يمكن ان يغير شيئا والمعلوم والمعاش لسنوات من فراغ قصر بعبدا ولم يتغير شيء فانتظام المنظومة وفسادها انتج نظامه الخاص وشبكاتها بحيث سارت امور تمويلها وادارة البلاد بقاعدة الفراغات الحكومية والنيابية والرئاسية فاستقالة الرئيس لاحداث الفراغ او بقاء الرئيس لنهاية ولايته واو وصول اخر قبل نهاية الولاية لا يغير في واقع الحال وبامساك المظومة عبر شبكاتها المافيوية بالقدر الذي يوفر لها ذرائع وفرص اضافية لاشغال الجمهور باهتمامات ومطالبات وذرائع بينما المنظومة جارية على غارب حبلها للنهب والسيطرة والتملص من المسؤلية والحساب الواجب ان تلقنها اياه الثورة ….
فان تسأل؛ لماذا تراجعت الحشود وانكفأ الشعب الى منازله ومطارحه ولماذا فرغت الساحات من الحشود ومن المسؤل عن وصول الامور الى ما الت اليه ومن اعطى المنظومة فرصة سنة واشهر لتستمر وتدبر امرها وتحمي نفسها وتزيد في النهب وتحاول تعويم نظامها من جديد وانتاج حكومة لم الشمل ( المهمة) ومهمتها الوحيدة تصفية التفليسة وبيع القطاع العام واملاك الدولة ومد اليد القذرة الى الذهب ووضع السيادة تحت الانتداب وتلزيم القطاعات الممكن الرهان عليها لاحتواء الكارثة كمثل المرفأ والحدود والطاقة والقطاع المصرفي تحت سلطة انتدابية فرنسية بعد بيع ونهب الاملاك العامة بابخس الاسعار وسرقتها بذات المحاصات وقواعدها…
ياتيك الجواب؛ في المقولة التاريخية التي اختصرت تجارب الشعوب مع الثورات والانتفاضات ونضج الظروف الثورية…
فالثورة المهزومة هي الانتفاضية بينما الانتفاضة المنتصره هي الثورة…
فليس كل ظرف ثوري ينتج ثورة وغالبا ان لم تتوفر القوى الثورية وكتلتها التاريخية فينتج الفوضى والتوازن يطلق قرون التوحش والجوع……
غدا الطريق الوحيدة للانقاذ والشروع بالحلول..