عذراً..لبنان لم يعد “قطعة سما”

*مختارة شارون – ديانا الأحمدية الدمشقي
ما عادت أغنية الراحل الكبير وديع الصافي “لبنان يا قطعة سما” في هذا الزمن سوى ذكرى من زمن لبنان الجميل، في ظل ما وصلنا اليه من معاناة ومآسي فـ”قطعة السما” تحولت الى أشلاء وطن قلبه موجوع وأوصاله جريحة، والمواطن اللبناني بات يعاني كافة أشكال القهر والذل بظل إنعدام الإنسانية، حيث أصبحنا غرباء مشردين في وطن ننتظر من يقدم لنا الدواء والغذاء، لأن حتى لقمة العيش لم تسلم من فساد الحكام، الذين باتوا يتنقلون خلسة ويهربون من مكان الى آخر تحت جنح الظلام كالسارقين، وهم يدركون ماذا إقترفت أيديهم.
شباب وشابات لبنان اليوم يقفون أمام أبواب السفارات التي باتت ملجأهم الوحيد بعدما فقدوا الأمل بوطن الأرز، وأصبحت بلاد الإغتراب هدفهم الوحيد للعيش بكرامة، فهي تدرك قيمة الإنسان وتعطيهم حقهم، بينما في لبنان الحاكم خط أحمر والمواطنين تحت خط الفقر.
هل نحن نعيش على كوكب الأرض إسوة بباقي دول وشعوب العالم؟ سؤال بات يطرح نفسه بعدما شاهدنا كيف يكذب الحكام ويخدعون الشعب، ويزعمون أننا بألف خير بينما الوطن يحتضر، فضمائر هؤلاء ولّت الى غير رجعة، ولعل أكثر ما يؤلم أن نرى اللبنانيين ينجحون في بلاد المهجر ويصلون الى أعلى المراكز ويتم تكريمهم تقديرا لنجاحاتهم وعطاءاتهم، بينما في لبنان لا زلنا غارقين في أزماتنا القاتلة، والحكام هم فقط من يحق لهم العيش بكرامة ولو على حساب شعب ووطن بأكمله.
في الختام لا بد من كلمة شكر للمطران عبد الساتر الذي صرخ بصوت الحق في هذه البرية الموحشة، فهو تكلم بوجع وألم كل مواطن لبناني، وأوصل الصوت الى هؤلاء الحاكمين الذين يواصلون مهمة إضعاف الوطن الذي بات على شفير الهاوية، وهم غير آبهين الا بمناصبهم وكراسيهم، ويا ليتهم ينصتون للمطران عبد الساتر الذي دعاهم للإستقالة كي نعيش بسلام، فعذراً من الراحل الكبير وديع الصافي لأن لبنان لم يعد قطعة سما، بل أرض معاناة ودرب جلجلة يسلكها الشعب يومياً كي يبقوا على قيد الأمل بوطنهم.