مؤتمر “تحرير وتمكين المرأة عبر الخدمة العسكرية”.. تأكيداً على دور المرأة ومسؤوليتها في القرار الوطني

في خطوة هي الأولى من نوعها وبهدف التعريف بدور العنصر النسائي في الحياة العسكرية، عقد الأسبوع الماضي في متحف الأمير فيصل مجيد أرسلان ـ عاليه، مؤتمراً تحت عنوان “تحرير وتمكين المرأة عبر الخدمة العسكرية”، وذلك بدعوة من رئيسة “هيئة تفعيل دور المرأة في القرار الوطني” الأميرة حياة أرسلان وبرعاية قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون.
وشكل المؤتمر مدخلاً للتعرف على دور المرأة في الحياة العسكرية في مختلف المؤسسات أي الجيش، وقوى الأمن الداخلي ، والأمن العام ، وأمن الدولة.
وأعطى المؤتمر من خلال جلساته صورة واضحة عن الدور الريادي للأنثى ودورها في القرار على مستوى السلك العسكري، ما يكشف عن مهمة جديدة للمهام التي تتولاها المرأة في المجتمع الى جانب دورها كأم تتولى مسؤولية تنشئة الأبناء وتشكيل أولى خلايا المجتمع.
وبات واضحا أن المرأة قادرة الى جانب تضحيتها في سبيل عائلتها ومنزلها أن تضحي من أجل الوطن ما يلقي على عاتقها مسؤولية في القرار الوطني الى جانب دورها في بناء عائلتها.
عادل أرسلان
تخلل المؤتمر كلمة ترحيب من الأمير عادل فيصل أرسلان نوّه خلالها بالجيش اللبناني، وقال: «إن الجيش اللبناني هو الجيش العربي الأول الذي انتصر على إسرائيل ووصل إلى مدينة الناصرة عام 1948، ولولا اتفاق الهدنة لكان وجه المنطقة مختلفا اليوم، فالجيش هو دوما سياجنا وحامي بلادنا وأرضنا».
كلمة قائد الجيش
ثم ألقت العقيد فاديا صقر كلمة راعي الإحتفال قائد الجيش العماد جوزيف عون، فأشادت بدور المرأة اللبنانية بمختلف المجالات العسكرية، ولا سيما المراكز الحساسة منها، مظهرة تميزا في قدراتها الإدارية والتنظيمية والثقافية، وقالت: «بعد مرور نحو 30 عاما على بدء تطويع الإناث في الجيش تبين بنتيجة التجربة حاجة الجيش لذويهن وأن المرأة مصدر غنى وقوة وتنوعا وشريك كامل في حماية الوطن».
وتابعت: «انطلاقا من ذلك تسعى القيادة إلى اتخاذ خطوات مستقبلية فاعلة على هذا الصعيد، وكلنا أمل في تحقيق المزيد من التقدم تجاه تعزيز دور المرأة في المؤسسات الرسمية والخاصة وفي ميادين العمل كافة،وبالتالي مشاركتها جنبا إلى جنب مع الرجل وعلى قدم المساواة في مسيرة تطوير الوطن وضمان مستقبل أجياله «.
حياة أرسلان
بدورها، ألقت رئيسة «الهيئة» حياة وهاب أرسلان كلمة لفتت خلالها إلى أن مسيرة المرأة اللبنانية مليئة بالعراقيل وهي احتاجت وتحتاج إلى تصميم هي أصلا تتحلى به ومثابرة تمارسها وثبات يميزها،تقول:»واجهت هذه المسيرة الكثير من العقبات واضطرت معها لاعتماد منهجية المطالبة الحثيثة لنيل الحقوق والمشاركة في القرار السياسي والإداري. لذلك نحن لم نتوان يوما عن المطالبة بواسطة الإضرابات والإعتصامات وتنظيم المظاهرات السلمية كحق من حقوق المواطن الذي تضمنه القوانين والتشريعات».
أرسلان أكدت أن هذا المؤتمر يشكل بداية لسلسلة مؤتمرات حول تمكين المرأة سياسيا، إقتصاديا وثقافيا، لافتة إلى أن إحدى فضائل النضال النسوي أنه رفع مستوى الوعي لدور المرأة فأثمر ولو جزئيا، ولا سيما أننا نشهد حضورا متناميا للمرأة في مركز القرار لكن لم يزل الطريق أمامنا طويلا».
درع الى قائد الجيش
وبعد فقرة من الأناشيد والأغاني الوطنية التي قدمتها فرقة موسيقى الجيش اختتم اللقاء بتقديم درع إلى قائد الجيش العماد عون تسلمته العقيد فاديا صقر، تلاه حفل كوكتيل على شرف المشاركين .
أعمال المؤتمر
واستكمل المؤتمر أعماله في اليوم التالي بثلاث جلسات:
الأولى تتناول «تمكين المرأة عبر الخدمة في الجيش» تولت إدارتها أنطونيا الدويهي وتحدث فيها كل من النقيب الطبيب كارول منصور، الملازم أول المهندس بترا حدشيتي،الملازم أول المهندس ريتا زاهر (طيار) والملازم الموسيقي سينتيا القصير. وتتخللها قراءة في التجربة ـ للأستاذ ناجي البستاني.
الجلسة الثانية تولى إدارتها زياد حايك وناقشت «تمكين المرأة عبر الخدمة في قوى الأمن الداخلي» تضمنت حوارا خاصا مع ممثلي القوات المسلحة الأردنية ـ الجيش العربي لكل من المقدم مها فلاح الناصر والرائد آلاء عبد الكريم الشريدة، إضافة إلى المقدم المعلوماتي ديالا المهتار والنقيب الصيدلي ساره الزهيري، وتطرّقت إلى قراءة في التجربة للصحافي المختص بالشؤون الأمنية رياض طوق.
أما الجلسة الثالثة والأخيرة فبحثت في «تمكين المرأة عبر الخدمة في الأمن العام وأمن الدولة» وتديرها. تحدثت خلالها كل من الملازم أول دانا وهبة ـ مديرية الأمن العام والملازم أول الإداري لارا كلاس ـ مديرية أمن الدولة.يتم التطرق فيها إلى قراءة في التجربة للعميد م. فادي أبي فراج.
واختتم المؤتمر أعماله بجلسة توصيات، تلاها حفل عشاء على شرف المشاركين.