أين هي إرادة الله ومشيئته في حراك السويداء؟

استوقفتني بعض الكلمات في مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي ، لأحد الوجهاء من رجال الدين يقول فيه “إن إرادة الشعب هي من إرادة الله جل وعلا”، والذي لايحترمها لايحترم الله جل وعلا، ومن موقع المتابع للشأن العام أردت تحليل هذه الجمل واسقاطها على ما يحصل في مدينة السويداء، وأخص بها “الشعب ” بين قوسين المتواجد في ساحة الرئيس بمدينة السويداء، فإذا اتفقنا مع هذا الخطاب ومن باب العقل في الدين لا النقل ، وتوافقنا معه ومن حقنا أن تكون هذه الكلمات لها حسابات رياضية لتكون مستند صحيح وخاضع للعقل .. المتواجدون في الساحة هم حسب إداعاء أحد المسؤولين الإعلاميين لما يسمى حراك هم ستمائة شخص أو ثمانمئة ولنقول ألف شخص ( يوم الجمعة فقط هذا العدد ليس كل يوم )، وتعداد محافظة السويداء يزيد عن أربعمائة ألف شخص .. فالسؤال الواضح والصريح أين هي إرادة الله ومشيئته ؟!..مع الألف شخص أو مع الأربعمائة ألف .. ( ولا نريد حساب تعداد كامل الشعب السوري ).
إن حوالي 1000 شخص غالبيتهم من المطلوبين جنائياً ، وتجار المحروقات والمخدرات ، والمتضررين من قرارات إدارية ومفصولين من الخدمة ، والفارين من الخدمتين الإحتياطية والإلزامية والمتخلفين عن الإلتحاق بهما، والحالمين والطامحين والمراهنين وأرباع المثقفين، والمتقاعدين المأزومين الحاقدين ممن يدعون أنهم أصحاب رأي، مع إن غالبيتهم تم توقيفه لأسباب جنائية خاصة به، وبعدها أتخذ موقفاً سلبياً عدائياً من الدولة،لا يمثلون رأي الأغلبية في السويداء التي تعتز بتاريخها العروبي المشرف، منذ أيام الأجداد حتى يومنا هذا.
وإذا سلّمنا جدلاً بأن هناك رأي آخر نحن نحترمه لأن الخلاف في الرأي مسألة صحية جداً شريطة أن لا يكون مرتبطاً بالخارج ، أو يتسلح في الظلام .. وهنا لابد من التوضيح بأن جميع الآراء التي يقدمها البعض الذي يطلق على نفسه معارضة ، ليست آراء نابعة من أعماق مجتمعنا المعروفي التوحيدي الأصيل ولا تمت إليه بصلة، لاسيما تلك الآراء التي تحاول دمجنا ضمن المشروع الصهيوني في المنطقة وهذا ما نرفضه جملةً وتفصيلاً، لأنه قادم من خلف الحدود ، وأن أبناء السويداء كانوا عبر تاريخهم عروبيون وطنيون انسانيون شعارهم الدين لله والوطن للجميع ، كما قال شيخ المجاهدين القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش رحمه الله ، أماً أن تظهر فئة من الجهلة المتآثرين بالدعاية الصهيونية ، ومع كل آسف منهم يحمل تسميات دينية كبيرة ، فهذا الذي نقف ضده ومستعدين لمقاومته بالقوة ، لأنه سيأخذنا إلى الهاوية ، ويضعنا في مواجهات وحروب دولية خطيرة لا طائل لنا بها ، وليست في صالحنا ، لاسيما تلك الدعوات المشبوهة التي تفصلنا عن محيطنا العربي والإسلامي .
لأن الذاكرة تعود بنا إلى أيام المحن التي ألمّت بنا من أعمال ( سكين ) وأتباعه ومالحق بنا من ويلات جراء هذه المواقف ، كذلك يوم حاول البعض زجنا بمواقف ضد أبناء جلدتنا ليست مع العرب والمسلمين ، فكانت الهزيمة، وعندما كان خيارنا وطنياً عروبياً كان النصر حليفنا دائماً ولا زلنا نعتز بتاريخنا الحافل بالإنجازات والبطولات المشرفة، منذ قاهرة المعز لدين الله إلى يومنا هذا، وفي الختام أقول إن الإرادة إرادتان: شرعية وقدرية كونية، ونحن كأهل التوحيد راضيين مسلمين للإرادة الكونية ومشيئة الله سبحانه وتعالى، بقوله سبحانه : { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [يس:82] ، صدق الله العظيم .
الفقير لله مجدي نعيم