تداعيات حرب غزة.. “إسرائيل” تخسر بشرياً وتنهار إقتصادياً
إعداد فريق عمل دايلي ليبانون

لم تعد خسائر كيان الإحتلال في عدوانه المتواصل على قطاع غزة تقتصر على عشرات الجنود والمرتزقة الذين يفقدهم في الميدان بشكل يومي الى جانب الدبابات وناقلات الجند، بل بات يواجه خطر الإنهيار الإقتصادي الداخلي في ظل التقارير والأرقام التي تُظهر حجم الخسائر التي يتكبدها كيان العدو إقتصادياً نتيجة إستمرار هذا العدوان على قطاع غزة.
خسارة 2.50 مليار دولار شهرياً
وفي هذا السياق قدّر كبير الاقتصاديين في وزارة المالية الإسرائيلية، خسارة الناتج المحلي الإجمالي لـ”إسرائيل” خلال العام الجاري بسبب الحرب الدائرة بـ 1.4% أي 9 مليارات شيكل (نحو 2.50 مليار دولار) شهرياً، وفق صحيفة “ذا ماركر” الإسرائيلية المعنية بالشؤون الاقتصادية.
وقالت الصحيفة إنّ هذا الأمر يعني أنّ وتيرة النمو الاقتصادي ستبلغ هذه السنة 2% فقط، علماً بأنّ التوقعات السابقة أشارت إلى أنّها ستصل إلى 3.4%.
بدورها، لفتت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستينا جورجيفا إلى أنّ حرب “إسرائيل” المُدمّرة لقطاع غزة، لها آثار خطيرة على اقتصاد الضفة الغربية فيما ستشهد “إسرائيل” تباطؤاً اقتصادياً.
إرتفاع نسبة البطالة بين الإسرائيليين 9.6 بالمئة
وفي إطار التداعيات الخطيرة للحرب على قطاع غزة بلغت نسبة البطالة بين الإسرائيليين 9.6% منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مقارنة بـ 3.4% في أيلول/سبتمبر الماضي”.
وبحسب المصدر نفسه، “ارتفع عدد العاطلين عن العمل الشهر الماضي ليبلغ 428.400 شخص، مقابل 163.600 عاطل في أيلول/سبتمبر”.
إنكماش إقتصادي واقتراض مليارات الدولارات
وفي الشهر الماضي، قال صندوق “جيه بي مورجان تشيس”، إنّ الاقتصاد الإسرائيلي قد ينكمش بنسبة 11% على أساس سنوي في الربع الأخير من هذا العام، مع تصاعد الحرب في قطاع غزة.
ويشهد سوق العمل الإسرائيلي اضطرابات كبيرة وتخطط وزارة المالية لدفع تعويضات للشركات عن الدخل المفقود ونفقات مختلفة مثل الحاجة إلى توظيف موظفين جدد.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ صحيفة “فايننشال تايمز” الأميركية ذكرت أنّ “إسرائيل” اقترضت مليارات الدولارات للمساعدة في تمويل حربها على غزة، لكنها اضطرت إلى دفع تكاليف اقتراض مرتفعة بشكلٍ غير عادي لإنجاز الصفقات.
وأوردت الصحيفة أنّ “إسرائيل” اقترضت مليارات الدولارات في الأسابيع الأخيرة “من خلال صفقات تم التفاوض عليها بشكلٍ خاص للمساعدة في تمويل حربها ضد حماس”.
الحرب تكلّف اقتصاد إسرائيل نحو 260 مليون دولار يومياً
وقبل أيام، ذكرت وكالة “بلومبرغ” الأميركية أنّ العبء المالي للحرب بدأ في التأثير سلباً على “إسرائيل”، ما أثار جدلاً سياسياً سيكون من الصعب على رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير ماليته، بتسلئيل سموتريتش، أن يخوضاه.
وأشارت الوكالة إلى أنّ الحرب تكلّف الاقتصاد الإسرائيلي نحو 260 مليون دولار يومياً، مشيرةً إلى أنّ “هذا أكثر مما توقّعته إسرائيل عندما اندلعت الحرب في 7 أكتوبر”.
هذا وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقتٍ سابق، بأنّ وزارة المالية لدى الاحتلال أصدرت توصية بإغلاق فوري لـ6 وزارات، بسبب الحاجة إلى ترتيب أولويات اقتصادية اجتماعية جديدة في “إسرائيل”.
ديون متراكمة بقيمة 7.8 مليارات دولار
كذلك، كشفت الوزارة نفسها أنّ “إسرائيل” راكمت ديوناً بنحو 30 مليار شيكل (7.8 مليارات دولار) منذ بدء الحرب ضد قطاع غزة.
وفي أعقاب عملية طوفان الأقصى، أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي عن حشد 360 ألف جندي احتياطي، كانوا يعملون بشكل رئيسي في السوق الإسرائيلية، ما جعل قطاعات كبيرة تخسر موظفيها.
وقبل أيام كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ “المؤسسة الأمنية تدرس إمكانية تقليص عدد جنود الاحتياط وتسريح البعض منهم”.
وأوضح الإعلام الإسرائيلي أنّ ذلك يأتي “في أعقاب الضرر الذي لحق في السوق نتيجة غيابهم عن المنازل وأماكن العمل”.
وأوضح التقرير أنّ الطلب انخفض بشكل عام في “إسرائيل”، وأغلقت الشركات أبوابها، ولا سيما بعد أن تمّ تجنيد المستهلكين والعمال في احتياط “جيش” الاحتلال، الأمر الذي أدّى إلى إفراغ الشركات من موظفيها”، بحسب “فايننشال تايمز”.
تعطيل آلاف الشركات وإرهاق المالية العامة
وأكّد التقرير أنّ “الحرب التي شنّتها إسرائيل ضد حماس أحدثت موجات من الصدمة في اقتصادها الذي يبلغ حجمه 488 مليار دولار، مما أدّى إلى تعطيل الآلاف من الشركات، وإرهاق المالية العامة، وإغراق قطاعات بأكملها في الأزمة”.
وقد جرى استدعاء نحو 350 ألف جندي احتياطي في “الجيش” الإسرائيلي، في أكبر استدعاء منذ حرب أكتوبر 1973، ما يشكّل نحو 8% من القوة العاملة في كيان الاحتلال.
في هذا السياق، قال مؤسس معهد “شوريش” للبحوث الاجتماعية والاقتصادية، دان بن ديفيد، إنّ ما يزيد في حدّة الصدمة هو أنّ جنود الاحتياط، الذين يتمّ استدعاؤهم إلى الخدمة في الجيش، هم روّاد أعمال في مجال التكنولوجيا، ومدرّسون، ومحامون، في حين يتمّ إعفاء طلاب المدارس الدينية المتطرفين من الخدمة لأسبابٍ دينية.
وفي وقتٍ سابق، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية بأنّ احتمال نشوب حرب طويلة الأمد من الممكن أن يؤدي إلى فوضى اقتصادية شاملة في “إسرائيل”، إضافة إلى وقوع خسائر بشرية مُدمّرة.