إبحثوا عن الأميركي.. مقاربة واقعية للسيد نصرالله بملف النزوح
بقلم يوسف الصايغ - خاص دايلي ليبانون

في مقاربة مباشرة وواقعية لملف النزوح السوري جاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته بمناسبة ذكرى ولادة الرسول (ص)، حيث أشار الى ان “الأهم هو معالجة الأسباب لا النتائج”، وعلى قاعدة تسمية الأشياء بمسمياتها دون مواربة أعلن السيد نصرالله ان المسؤول الأول عن النزوح الأمني إلى لبنان هو من أشعل الحرب في سوريا، أي الإدارة الأميركية، وهي المسؤولة أيضاً عن النزوح الاقتصادي، بعد ان فرضت قانون قيصر على سوريا وحاصرتها، وفرضت عقوبات على كل الشركات التي كانت ستأتي لتستثمر في سوريا، لذلك هي تعاني اقتصادياً وحياتياً، ما أدى إلى نزوح اقتصادي إلى لبنان، لذلك يجب أن يقال للغربيين انه حتى يبقى لبنان يجب أن يتم إلغاء قانون قيصر، وإذا تم رفع العقوبات عن سوريا وبدأت الشركات بالاستثمار في سوريا فسيعود مئات الآلاف إلى بلدهم”.
انطلاقا من هذه المقاربة الواقعية التي شرحها السيد نصرالله وبعيدا عن منطق التسييس الذي يعتمده البعض للحديث عن ملف النزوح السوري، طرح السيد نصرالله فكرة بأن تسمح الدولة اللبنانية لمن يرغب من النازحين بالاتجاه إلى أوروبا وهذا سيؤدي حتماً إلى أن تأتي الدول الأوروبية خاضعة إلى بيروت، لتقول ماذا تريدون لإيقاف هذه الهجرة؟، على أن يُسمح لهؤلاء بالسفر في سفن مجهّزة لا تركهم لقوارب الموت”.
اذا وبينما تدفن الحكومة اللبنانية رأسها في الرمال بإستثناء الوزير عصام شرف الدين الذي عمل على التنسيق مع الحكومة السورية، وقام بسلسلة زيارات الى دمشق من اجل تنفيذ خطة تضمن العودة اللائقة والطوعية للنازحين، أطل السيد نصرالله ليطرح حلولا لأزمة النزوح التي باتت بمثابة قنبلة موقوتة في المناطق، وبظل غياب اي خطط حكومية للمعالجة بل وسط رضوخ تام للإملاءات الخارجية وتحديدا الاميركية، وهذا ما تطرق اليه السيد نصرالله الذي كشف ان السفيرة الاميركية تحقق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية التي تقوم بإعادة بعض النازحين عن سبب إعادة هؤلاء.
كذلك شدد السيد نصرالله على مسألة عدم جواز التعاطي مع النازحين كمباحي الدم والمال والعرض، وعدم خلق جو عدائي مع النازحين السوريين، ما يعكس حرصا منه على معالجة هذا الملف الحساس بكل مسؤولية بعيدا عن اي منطق عدائي لان ذلك سيؤدي الى ردات فعل لا تحتملها الساحة اللبنانية بظل الشحن والتحريض القائم، فهل سيشكل كلام السيد نصرالله منطلقاً كي تتم مقاربة ملف النازحين السوريين من قبل الحكومة وتتخلى عن سياسة الرضوخ للادارة الاميركية وادواتها من جهات مانحة تعمل بكل زخم للابقاء على النازحين في لبنان في خطة ممنهجة تمهيدا لتوطينهم.