موجة النزوح السوري الجديدة في صلب الاهتمام الأمني… ملف عين الحلوة لم يُحلّ
"الديار"

في خِضم الصراع السياسي الذي يشلّ مفاصل الدولة على كل الأصعدة، وفي ظل الانقسام الدولي حول الملف الرئاسي، تأتي حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية لتنذر الدخول بمرحلة جديدة من الصراع السياسي قد يكون طابعها الأساسي أمّنيا بإمتياز. فالسفارة تتمتّع بحماية أمنية كبيرة وموجودة في منّطقة أمنية توجد فيها الأجهزة الأمنية والعسكرية بكثرة، فكيف استطاع الفاعلون النجاح في اختراق هذه المنّطقة وإطلاق النار على مدخل السفارة مباشرة مع كل الإجراءات الأمنية القائمة في المنّطقة.
إطلاق النار على السفارة الأميركية
يقول مصدر سياسي مُطّلع لجريدة «الديار» ان إطلاق النار على السفارة الأميركية يشكّل رسائل في كل الاتجاهات، ليس فقط للسفارة الأميركية وسياستها في لبنان، بل أيضًا للسياسيين اللبنانيين القابعين في محميات أمنية، أن لا شيء يمنع الوصول إليهم. وبالتالي يتخوّف المصدر من أن تكون إشارة بدء الاحداث الامنية قد انطلقت منذرة بمرحلة خطرة. وإذ استبعد المصدر أن يكون هناك حرب بين فصائل لبنانية، إلا أنه يطرح احتمال مواجهات مسلّحة محدودة في الزمان والمكان إذا ما حصلت عملية اغتيال ضد شخصية سياسية أو أمنية ذات حيثية.
هذا التخوّف من عمليات أمنية وربما اغتيال ضد شخصيات (سياسية و/أو أمّنية) يواكبه تخوّف من ملف عين الحلوة الذي لم يُقفل حتى الساعة بحكم أن الصراع الفلسطيني – الفلسطيني القائم بين فتح من جهة وحماس من جهة أخرى بواسطة المجموعات المسلّحة الخاضعة لحماس أو المُتحالفة معها، أصبح له بعدٌ إقليمي يتمثّل بالصراع القائم بين بعض الدول الإقليمية التي تؤثّر في الفصائل الفلسطينية. ويُشير مصدر أمني في حديثٍ للديار أن هناك احتمالا كبيرا لتجدّد الاشتباكات في عين الحلوة مع توقّعات بتفوّق للمجموعات المتشدّدة مدعومة بنزوح لسوريين مشبوهي الانتماء، يقول المصدر ان وجهة بعضهم هي مخيّم عين الحلوة والباقي يتوزّعون في المخيمات السورية في البقاع.
وعن العلاقة بين حادثة إطلاق النار على السفارة الأميركية في عوكر والأحداث في مخيّم عين الحلوة، يقول المصدر الأمني ان عملية إطلاق النار على السفارة الأميركية أكبر من أن تنفّذها مجموعات مسلّحة تجيد قتال الشوارع. الاعتداء على السفارة يحتاج إلى عمل استخباراتي يبدأ بالرصد والمتابعة وصولًا إلى وضع خطّة وتنفيذها، وما حصل بالسفارة كان عالي الدقّة من ناحية أن منفذي عملية إطلاق النار دخلوا المنطقة الأمنية، نفّذوا خطتّهم وخرجوا منها من دون رصدهم وهو ما يعني أن هناك دقّة في التخطيط ومعرفة للأرض، مشدّدًا على أن القوى الأمنية تتابع باهتمام كبير النازحين السورين الجدد لمعرفة هدف قدومهم إلى لبنان وإذا ما كان يخفي خططا أمنية أو هو نزوح اقتصادي بحت مع تفاقم الأوضاع المعيشية في سوريا.
يُشير مصدر وزاري سابق تابع للمعارضة أن انسداد الأفق السياسية هي السبب الأول وراء تنامي الأحداث الأمنية من عوكر إلى زحلة مرورًا بطرابلس وغيرها من المناطق. ويُضيف أن ما لا قدرة للقوى السياسية على تغييره بالمفاوضات، تقوم بمحاولة تغييره على الأرض من خلال الأحداث الأمنية مع تأكيد المصدر الوزاري السابق أن لا حرب مطروحة في الأفق إذ انها ليست من مصلحة القوى السياسية بغضّ النظر عن انتمائها للمحاور. ويتخوّف المصدر من ان تزداد عمليات السطو المسلّح نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتي قدّ تدفع الناس إلى القيام بجرائم.