“العقوبات الإعلامية”.. آخر نماذج “ديمقراطية” بلاد العم سام
بقلم الصحافي يوسف الصايغ

مجدداً تتكشف الديمقراطية الأميركية الزائفة القائمة على كل ما ينافي شرعة حقوق الإنسان وحقه في التعبير عن رأيه دونز قيد او شرط، ويبدو ان ادارة بلاد العام السام ازعجها ما تقوم به وسائل الاعلام الايرانية من فضح للأضاليل وكشف للمؤامرات والمخططات التي تقف خلفها الإدارة الأميركية “الديمقراطية” بشكل او بآخر، فلم تجد طريقة لإسكات هذا الإعلام الا عبر استخدام سلاح العقوبات ضد هذه المنابر الإعلامية، وفي مقدمها وكالة تسنيم الناطقة باللغة العربية وعدد من مسؤولي وموظفي هذه المؤسسات الإعلامية.
هذا السلوك الاميركي لا يبدو مستغربا لمن عرف “الديمقراطية الأميركية” عن كثب في سجني ابو غريب وغوانتانمو وفي افغانستان والعراق وكل منطقة دخلها الاميركي محتلاً تحت شعارات اعلامية كاذبة كمحاربة الارهاب في افغانستان ومكافحة أسلحة الدمار الشامل في العراق، فكانت الديمقراطية تتجلى بأبهى مظاهرها الوحشية واللاخلاقية التي لا تمت للإنسانية بصلة.
وبالطبع يكفي ان نستذكر حركة black lives matter التي نشأت في الولايات المتحدة الاميركية عام 2013 على خلفية الجرائم التي تقترفها الشرطة الاميركية بحق المواطنين الاميركيين من اصول افريقية من اصحاب البشرة السوداء، وليس آخرها مقتل المواطن الاميركي جورج فلويد على يد عناصر من الشرطة الاميركية كي نفقه معاني وجوهر الديمقراطية التي تتحفنا بها الادارات الاميركية المتعاقبة على مر السنوات، وعلى اختلاف الادارات جمهورية كانت او ديمقراطية، لندرك عن اي ديمقراطية وحرية رأي نتحدث.
ويكفي طبعا ان نرى الانحياز الاميركي الأعمى الى كيان الاحتلال في فلسطين المحتلة، حيث يبرر الاعلام الاميركي الهوليودي جرائم الاحتلال ومجازره بذريعة الدفاع عن النفس، بينما تتحول عمليات المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الى جرائم وافعال ارهابية، ويصبح استخدام مصطلح مقاومة او شهيد او فلسطين جريمة يعاقب كل من يستخدمها بالحظر عن وسائل التواصل الاجتماعي، الذي تتولى ادارتها والاشراف على محتواها غرف تابعة للادارة الاميركية خدمة للكيان “الاسرائيلي” المحتل.
ويكفي ان نستذكر كيفية تعاطي الاعلام التابع للادارة الاميركية ودول الغرب عموما مع الجماعات الارهابية، والتي ارتكبت افظع المجازر بحق الانسانية والحضارة البشرية جمعاء في العراق وسوريا وباقي الدول التي لفحتها رياح الثورات الملونة حتى ندرك عن أي ديمقراطية اميركية نتحدث.
يطول الكلام والامثلة لا تنتهي في الحديث عن “الديمقراطية” القادمة من بلاد العم سام وليس آخرها الترويج للمثلية والشذوذ في محاولة غير خافية لضرب منظومة القيم في مجتمعاتنا عبر محاولة نقل الصورة النمطية للغرب “الديمقراطي” الى بلادنا وإجتياحنا عبر إعلام مسموم لا هم له سوى تحقيق المكاسب المالية وجني الارباح الطائلة عبر الترويج للآفات التي تستهدف المجتمعات وتدمرها وتعميم الظواهر اللأخلاقية، بالمقابل نرى هذه “الديمقراطية” نفسها تفرض عقوبات على وسائل اعلامية وتحاول ان تحجب صوتها وصورتها، وذنبها الوحيد أنها وقفت الى جانب الحق وناصرت القضايا الانسانية العادلة وفي مقدمها فلسطين، حيث باتت “العقوبات الإعلامية” آخر نماذج “ديمقراطية” بلاد العم سام القادمة من خلف المحيطات.