اخبار محلية

“مستعدين” تختبر مرشحي “كلنا وطني” وتتعهد بدعم ٤ منهم

يخطف الأنظار المرشح علاء أنور الصايغ في عاليه وهو شاب طموح، مقدام، متفوق ومميّز قلباً وقالباً

تزداد حدّة المنافسة يوماً بعد آخر عشية الانتخابات النيابية. الجميع يتحضّر لخوض معركة إثبات وجود في منطقته. شعارات رنانة تُطلق من قبل المرشحين، ووعود قد تبقى حبراً على ورق. لكن يبقى هناك فسحة أمل في ظل القانون الجديد الذي أعطى وجوهًا جديدة حقّ الترشح وخوض المعركة الانتخابية لتثبت نفسها في عالم السياسة، وتكون قادرة على تحقيق تغيير في المجتمع اللبناني.

ومن بين اللوائح المتنافسة تبرز لائحة “كلنا وطني” التي تضمّ 66 مرشحاً موزعين على كافة المناطق اللبنانية، يجمعهم حلم وهدف واحد وهو جعل لبنان بلدًا ديمقراطيًا حرًا مستقلًا بكل ما للكلمة من معنى.

من بين هؤلاء، يخطف الأنظار مرشح في عاليه هو علاء أنور الصايغ. شاب لبناني طموح، مقدام، متفوق ومميّز قلباً وقالباً. استطاع أن يجمع بين الشكل والمضمون وأن يحدث فرقاً كبيراً في المجتمع عبر تحقيق نجاحات في جميع المشاريع التي نفّذها.

نشط في حملة “لِحَقّي ــ الشوف وعاليه” منذ تأسيسها اقترح ترشيحه عدد من أعضاء المكتب السياسي بناءً على رصيده المهني والسياسي. عضو ومدرب في منظمة تبادل الإعلام الاجتماعي وملتزم بالدفاع عن الحريات الرقمية ودور الريادة الاجتماعية والسياسية في التنمية المستدامة والعادلة والمساواة وحقوق الانسان. شارك في الحراكات الشعبية منذ عام 2011، وكان عضو مؤسس في “حراك الجبل”، إحدى المجموعات السياسية المدنية المستقلة في حراك 2015.

يدخل الصايغ المعترك السياسي من بابه العريض كمرشح عن المقعد الدرزي في عاليه متسلّحاً ببسمته وطاقته الإيجابية التي ينشرها أينما حلّ، إضافة إلى تحلّيه بمستوى ثقافي عالٍ وخبرة سنين في العمل الاجتماعي.

يسعى اليوم إلى تغيير حقيقي وإيجابي في نظام الحكم اللبناني، بهدف إعادة بناء ما دمّره رجال السلطة الذين لم يحملوا إلا الفساد للبلد ومؤسساته، علّه بذلك يتمكن من إيصال صوت فئة كبيرة من الشعب اللبناني وأبناء جيله الذين باتوا يرفضون هذا الواقع ويسعون للتغيير.

الصايغ ليس ابن بيك ولا وريث مير، بل من عائلة متواضعة بنى نفسه بنفسه من دون الحاجة لمركز والده أو سلطته لإثبات نفسه أمام أبناء مجتمعه. في كل مرة يتحدّث، تُرفع له القبعات احتراماً لأسلوبه الراقي وثقافته الواسعة وإلمامه بكافة الأمور والمواضيع. مطّلع على سائر الأحداث وكل ما يدور حوله، وفي حال طُرح عليه سؤالاً مفاجئًا، لا تجد ارتباكاً أو تلعثماً بالإجابة، إنما ثقة عالية من دون أن يحتاج لتحضير مسبق أو الاستعانة بصديق.

هذا المرشّح الشاب، ككافة أعضاء لائحته، لم يتعرّض يوماً لضربة كف ولم يسمع كلمة جارحة من أحد، لا تشوب سجّله العدلي شائبة، كما أنه لم يعتمد يوماً على إطلاق الشتائم أو مهاجمة أهل الإعلام والصحافة بهدف تحقيق شهرة أو إحداث ضجّة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

والأهم من هذا كله، والذي يميّز مرشحي “كلنا وطني” خصوصًا في دائرة الشوف وعاليه، هو أن أفراد عائلاتهم وأهلهم وبلداتهم فخورون بهم وبكل ما حققوه من إنجازات، ومصرّون على الوقوف إلى جانبهم ودعمهم وتشجيعهم إيماناً بأن هؤلاء الشباب سيكونون خير ممثّلين للشعب اللبناني وسيحرصون على حماية بلدهم من كل أشكال الفساد.

لا يقتصر الدعم الذي يتلقاه مرشحو “كلنا وطني” في الشوف وعاليه على أبناء منطقتهم وبلدتهم فحسب، إنما يتعدّى ذلك إلى دعم موسّع من قبل مجموعة “مستعدين” التي أطلقها عدد من الناشطين والناشطات، “غير المرشحين” للانتخابات النيابية، الذين يعتبرون أن الوصول إلى المجلس النيابي حقٌ للجميع ولا يمكن أن يبقى حِكراً على أمراءِ الحرب وأصدقائهم. قام أعضاء “مستعدين” بإجراء مقابلات مع 113 مرشحاً ومرشحة موزعين على كافة الدوائر الانتخابية، ينضوون تحت لوائح المعارضة، المستقلون والمجتمع المدني، مقيّمين مدى تطابق أفكار هؤلاء المرشحين مع معايير “مستعدين” وما إذا كانوا حقًا ممثّلين لأفراد الشعب اللبناني أم يستغلّون اسم المجتمع المدني للوصول إلى أهدافهم.

واللافت ما أظهرته النتائج في دائرة الشوف وعاليه، بعد مقابلة 9 من أصل 11 مرشحاً ومرشحة من لائحة “كلنا وطني”، ليبرز 4 مرشحين وهم ماهر أبو شقرا (الشوف)، وعلاء الصايغ (عاليه)، ورانيا غيث (الشوف)، وزويا جريديني (عاليه)، الذين تبيّن أن لهم تاريخ ممتاز في العمل النضالي. بالإضافة إلى مواقف متطابقة مع معايير المجموعة، وهذه بعض منها: ضرورة أن تكون اللوائح حليفة للحركة النسوية في لبنان، وتضع مطالب النساء في الأولوية، وتضمّ نفساً جديداً شاباً متنوّعاً في الحياة الديمقراطية يعيد قوة التشريع إلى الناس ويجعل مجلس النواب مساحة لتبادل الآراء بشفافية واحترام، ويُدخل الطابع التشاركي في العمل السياسي. وأناس يعملون بصدق وشفافية ويعطون الأولوية للعمل الجماعي، يرفضون خطاب الكراهية والتفرقة ويستبدلونه بخطاب جامع، ملهم، بنّاء، مفعم بالأمل للتغيير.

وتحرص “مستعدين” على أن تضع برامج المرشحين حقوق الانسان فوق كل اعتبار وتقف في وجه المحاكمات العسكرية للمدنيين، كما تشدّد على أهمية أن يكون القضاء مستقلّاً ليعيد ثقة الناس بالعدالة، وتدعم حرية التعبير وتطالب بكف يد مكتب جرائم المعلوماتية عن قمع الأراء وتأديب أصحاب الرأي، إلى جانب معايير عدة يمكن الاطّلاع عليها عبر موقع “مستعدين” الالكتروني.

اليوم ومع نجاح كل من أبو شقرا، والصايغ، وغيث، وجريديني باختبار مجموعة “مستعدّين”، يجوز طرح سؤال ما إذا كان مرشحو السلطة، خصوصًا الشباب منهم، مستعدّين لخوض تجربة مماثلة. وفي حال أقدموا على ذلك هل سيتمكّنون من اجتياز هذا الاختبار بنجاح أم أنهم سيظهرون ضعفًا وعدم كفاءة بالمناصب التي يسعون للوصول إليها، أو التي أُجبروا على استلامها تلبية لرغبة أولياء أمرهم؟

نجاح أبناء جيلهم من مرشحي المجتمع المدني قد يضع مرشحي الأحزاب في دائرة الخطر، نتيجة الفرق الشاسع الذي ظهر واضحًا بين كل من عمل جاهدًا للوصول إلى ما هو عليه اليوم، وبين من قُدّمت له المراكز والزعامات على طبق من فضّة من دون بذل أي مجهود يُذكر.

 

ياسمين ابو ذياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى