اخبار محلية

صيدا – جزين: اكبر منازلة سياسية في أصغر دائرة انتخابية

باتت الخارطة الانتخابية في دائرة صيدا ـ جزين، مرسومة بتحالفاتها السياسية والحزبية والعائلية، وبلوائحها التي فاجأ تركيبها العديد من المتابعين، بمن فيهم القوى المنخرطة في المعركة ـ المنازلة، والمتحصِّنة في اربع لوائح تتنافس على خمسة مقاعد، فيما المفارقة التي تتسم بها انتخابات الدائرة الاولى في الجنوب، ان البعض سيخرج من المعركة بتمثيل نيابي اقل مما كان عليه قبل 6 أيار، وستجري تعديلات جوهرية على خارطة التمثيل النيابي ..في صيدا، وفي جزين، يدخل فيها لاعبون جدد في هذا التمثيل.

ثمة من يتواضع في حساباته للمعركة ـ المنازلة في دائرة صيدا ـ جزين، حين يرسم حدود معركته بما لا تتجاوز حدود جغرافية الدائرة، فيما «الواثقون» ممن تُدرج احزابهم في خانة «احزاب السلطة» ومنهم «التيار الوطني الحر»، يخوضون معركة رئاسة الجمهورية من الآن، ويتعاطون مع انتخابات اصغر دائرة من الدوائر المنتشرة في المحافظات، انطلاقا من انها الطريق التي يؤدي الى قصر بعبدا، ولو بعد اكثر من اربع سنوات، فيما «تيار المستقبل» «يستشرس» في سبيل تحسين تمثيله النيابي، او الحفاظ على وضعه الحالي، وهو «اقتحم» الساحة الجزينية بثلاثة مرشحين، ما استفز بعض من راح يتحدث عن سعي «مستقبلي» لمصادرة القرار الجزيني واخذ حصة من كعكتها التمثيلية في مجلس النواب!.

في عاصمة الجنوب صيدا… و«عروس الشلال» جزين، الوقت الآن  بات مُكرَّسا للتحشيد الانتخابي ورفع مستوى إعداد القوة التجييرية لكل طرف، لتحصين معركة الحواصل الانتخابية، وفي موازاتها، يتحضّر الجميع لمعركة الصوت التفضيلي، حتى داخل اللائحة الواحدة، وسط اجماع المتابعين على ان موازين قوى متوازنة نسبيا باتت مرسومة بين ثلاث لوائح اساسية، مع وجود حسابات عناصر قوة، مع حسابات عناصر الضعف، ليبقى اختبار المزاج الشعبي هو الذي سيتحكم بمسار النتائج المنتظرة، من دون ان يملك ايٌ من القوى المتنافسة اي معطيات ووقائع دامغة تُدلل على النتائج التي ستطوي يوم السادس من ايار، في ضوء تعدد الحسابات حول قدرة كل تحالف على النجاح في تجيير النسبة التي تضمن له الفوز… او توقعه في الهزيمة.

ما تراه اوساط متابعة للمسار الذي تسلكه الاجواء الانتخابية، ان المستفيدين من قانون «النسبية «ولو جاء مشوَّها كثيراً، فيما سيكتشف اللاعبون «الواثقون» و«الغارقون» بثقة لا تستند الى معطيات قانون النسبية والصوت التفضيلي، اضافة الى حالة الضبابية التي تكتنف التقديرات والترجيحات، سيما وان المزاج الشعبي غير الحزبي لم يُختَبر منذ آخر انتخابات نيابية جرت في العام 2009، وفي قانون «اكثري»، ويذكِّر المتابعون في السياق،  بان الانتخابات الفرعية التي جرت في جزين في العام 2016، محطة «مزعِجة» لـ «التيار الوطني الحر» بسبب النسبة العالية التي حصل عليها المحامي ابراهيم عازار المنافس الماروني الاقوى لمرشحَي «التيار» في جزين، بالرغم من الدعم الذي كان الى جانب مرشح التيار النائب امل ابو زيد، ومنهم حزب الكتائب و«القوات اللبنانية» وجزء من العائلات السياسية في جزين، فضلا عن الدعم الذي لاقاه حينها من «حزب الله» وجزء واسع من جمهور حركة «امل»، فيما يدعم «الثنائي الشيعي» اليوم، عازار المتحالف مع امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد، وبقانون «نسبي» وسّع هامش التحرك امام قوى ذات حيثية شعبية وازنة، لا يمكن لـ«الاكثري» ان يُظَهِّرها… فضلا عن «الصوت التفضيلي» الذي يشكل عنصرا اساسيا في رسم مسار النتائج، واتضاح الصورة الضبابية التي ستبقى سائدة حتى فتح صناديق الاقتراع.

ولانهما يتموضعان في لائحتين متنافستين، فان «التيار الوطني الحر» و«تيار المستقبل» سيكونان في السادس من ايار، امام امتحان الجغرافيا السياسية يختبر فيه كل طرف شارعه وقدرته التجييرية لمرشحيه وللائحة، فيما «الصوت التفضيلي» الذي ستدور معاركه حتى داخل اللائحة الواحدة، سيكشف الأحجام والاوزان الحقيقية للقوى الحزبية والتيارات السياسية، وفي موازاة ذلك، سيكون «الوطني الحر» امام حجم الاحتضان الصيداوي للائحته التي تضم فضلا عن مرشحيه الجزينيين الثلاثة  النائبين امل ابو زيد وزياد اسود والدكتور سليم الخوري، القيادي في الجماعة الاسلامية الدكتور بسام حمود والدكتور عبد الرحمن البزري، بالمقابل، فان «المستقبل» الذي «تسلَّل» الى جزين، وفق ما بات ينظر مرشحو «الوطني الحر»، سيكون ايضا امام امتحان الفوز بمقعد كاثوليكي او ماروني في جزين، الى جانب مقعد سني تُرجح معطيات تستند الى ارقام وحسابات الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي، فوز النائبة بهية الحريري، بعد ان اكمل لائحته البعيدة عن اي مكون حزبي، بثلاثة مرشحين جزينيين، وهم أمين رزق والدكتور روبير خوري وانجيل خوند.

يصح القول في انتخابات الدائرة الاولى في الجنوب (مدينة صيدا ومنطقة جزين)، ان اكبر مُنازلة سياسية في الخمس عشرة دائرة انتخابية  موزعة على المحافظات، ستُسجَّل في اصغر دائرة، تجمعت فيها حسابات دقيقة وحساسة لقوى ذات امتدادات رئاسية… واخرى بعيدة عنها.

محمود زيات – الديار

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى