اخبار محليةالرئيسية

المستقبل في صيدا ـ جزين يسعى لتعويض ما خسره من قدرة تجييرية

في انتخابات الدائرة الاولى في الجنوب ، حماوة انتخابية وسخونة سياسية ، زادت منها التحالفات التي ارتُسِمـت في اربـع لوائـح تتـنـافس على خمسة مـقاعـد، مقعدين سنيَين في صيدا ومقعدين مارونيَين ومقعد كاثوليكي في جزين، وبدأت التصدعات التي اصابت جبهات ومحاور سياسية ترفع من منسوب الخطـاب الانتخـابي، مع الاقتـراب من موعـد الانتخابات.

يصح القول في انتخابات دائرة صيدا ـ جزين ، انها انتخابات «المنازلة السياسية» التي تتنافس فيها قوى وتيارات ذات وزن سياسي وانتخابي ، مع قوى وتيارات اخرى، مع شبكة معقددة من تحالفات فرضها التقاء المصالح ، فالاولوية هي لرفع الحاصل الانتخابي لكل طرف، كمحطة اولى لبلوغ نصف المعركة ، فيما الطرف «المتواضع» انتخابيا وسياسيا سينال النسبة نفسها من اصوات حليفه القوي ، بمعزل عن «الصوت التفضيلي» الذي يشكل الاساس في حسابات الربح والخسارة، وسيكون رافعة ترفع من الحاصل ، وهو ما يبرز، برأي اوساط متابعة ، في لائحة «تيار المستقبل» وضمه لمرشحين «مستقلين» متواضعين لناحية قدرتهم على تجيير اصوات اللائحة ، كذلك في «التيار الوطني الحر» الذي ضم مرشح «الجماعة الاسلامية» بسام حمود وعبد الرحمن البزري اللذين يطمحان لمكاسب سياسية تكرسهما كلاعبين في الساحة الصيداوية، وهذه المرة من خارج فلك «المستقبل» ، بالرغم من ان البعض يغالي في المراهنة على «فوز كاسح» سيحققه، وفق ما يردد في مجالسه الخاصة .

ثمة معركة اشبه بـ «المنازلة» السياسية بامتياز ، ينتظرها اللاعبون في دائرة صيدا ـ جزين، بعد ان عمد معظم الاطراف الى رفع منسوب خطابه الانتخابي «المرتجَل» حينا ..والمدروس احيانا اخرى ، كرسائل سياسية بطعم انتخابي، او ليحاكي الغرائز وليدب الحماسة لدى جمهور هذا الفريق او ذاك، وآخر ما سجلته الساحة الانتخابية في الدائرة الاولى في الجنوب ، بعد «الحصار المحكم الذي فُرِض على النائبة بهية الحريري وتيارها، بهدف النيل من مشروع رفيق الحريري»، وفق ما قالت الحريري نفسها، «الوعيد» الانتخابي الذي اطلقه النائب عن «التيار الوطني الحر» زياد اسود المرشح عن احد المقعدين المارونيين في جزين، وفيه قال اسود «سجِّل للتاريخ..ما حدا بيكسر رأس اولاد منطقة جزين ، وما حدا بيقدر يتآمر عليها لا من جوا ولا من برا، وما حدا بيبيع قرارها ، وما حدا بيبيع اراضيها، في 6 ايار نهاية اقطاع ..وميليشيا»، وهو تصعيد رأى فيه متابعون ، انه يندرج في اطار الانزعاج من الحركة الانتخابية التي يقوم بها «تيار المستقبل» في  قرى وبلدات قضاء جزين، سيما وان ثلاثة مرشحين عن المقاعد الجزينية هم في عداد «لائحة المستقبل» ، اضافة الى الانزعاج من العلاقات الودية التي تربط  فاعليات سياسية في جزين ورؤساء بلديات ومخاتير ، مع الرئيس نبيه بري، وما يحمله ذلك من مخاوف من مؤثرات تتحكم بالمسار العام للحركة الانتخابية.

في حسابات «التيار الوطني الحر» ، ان اصوات الناخب الموالي لـ «الثنائي الشيعي» الممثل بحركة «امل» و«حزب الله» ستكون داعمة للائحة تحالف امين عام التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد وابراهيم عازار ، انسجاما مع مساره الانتخابي العام الذي يدعم الحلفاء والاصدقاء السياسيين ، وبالتالي ، فان نتائج هذا الدعم ستُتَرجم في صنادق الاقتراع داخل مدينة صيدا وفي قرى وبلدات جزين ، فيما «تيار المستقبل» يتحسب امام خسارته لاصوات جمهور «الجماعة الاسلامية» التي ستصب لمصلحة لائحة التحالف مع «الوطني الحر» وبصوت تفضيلي لمرشحها على اللائحة  ، بعد ان كانت قدرتها التجييرية  تصب لمصلحة مرشحَي «المستقبل» بهية الحريري وفؤاد السنيورة، كما حصل في انتخابات العام 2009 ، فيما  البزري ، ومنذ انضمامه و«الجماعة» الى التحالف مع «الوطني الحر»، منشغل في ترتيب وضعه واعادة تجميع قوته التجييرية من جمهوره الذي «تاه» جزء منه نحو «المستقبل» الذي بدأ يُكثِّف حركته في سعي لتضييق القوة بين ارقامه في انتخابات العام 2009 وارقامه المتوقعة اليوم، بعد  تدن في ارقام قوته التجييرية التي كان يؤمنها من جمهور الآخرين، بعضها كان من «الجماعة الاسلامية» وجزء من جمهور البزري، اضافة الى «الحالة الاسيرية» الممثلة بالجمهور الصيداوي الموالي للشيخ احمد الاسير، وهذا الجمهور اشترط على الجهات التي طلبت منه دعمه الانتخابي، ومنهم «تيار المستقبل»، اقرار قانون عفو عام لا يستثني الشيخ احمد الاسير، مشترطا اقراره قبل موعد الانتخابات.

 

محمود زيات – الديار

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى