اخبار محليةالرئيسية

هذه رسالة السيد الحسيني من خلال عزف البيانو

الحسيني تلقى رسائل تهديد في موازاة تعليقات انقسمت بين ترحيب بموهبته وبين رافضين للفكرة

ضجّ لبنان بفيديو لأوّل رجل دين معمَّم يظهر وهو يعزف على البيانو داخل منزله في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ولم يكن مفاجئاً أن يُقابَل الفيديو الذي نشره الدكتور السيد حسين علي الحسيني عبر صفحته على موقع «فايسبوك» وهو يعزف مقطوعة للموسيقار عمر خيرت، بموجة اعتراضاتٍ تجاوزتْ لبنان، ولكنها لم تمنع رجل الدين اللبناني (38 عاماً) من الردّ عليها مؤكداً أنه غير نادم «فما صدر عني أمر مشرّف للحوزة العلمية والمجتمع الإسلامي ولمجتمع الضاحية وشعب المقاومة».

والسيد الحسيني الذي تلقى رسائل تهديد عبر هاتفه، كفّرتْه وتوعّدتْه بالأذى، في موازاة تعليقات على الفيديو انقسمت بين ترحيب بموهبته وبين رافضين للفكرة ولا سيما أنه لم يخلع عمامته، كان أرفق الفيديو بتعليق جاء فيه: «يقول السيد علي الحسيني السيستاني (حفظه الله) في ما يخص الموسيقى: (الموسيقى فن من الفنون الإنسانية). وعليه، اتضح ما للموسيقى من قيمة إنسانية لا ينكرها أهل الدراية بهذا الفن، ومدى تأثيرها الروحي والسلوكي والفكري على الإنسان. ولما كان ما تقدّم منا، رغبت في أن أكون سبَّاقًا في هذا المجال، لأكون أول مُعَمَّم أتقن العزف على آلة (البيانو) منذ سنين، قاصداً بذلك إظهار انفتاح الدين الإسلامي على كل إبداع إنساني باعث على الترقي في محاكاة الأصوات التي حاكها خيال إنسان بعدما سمع من صوت الطبيعة ما يدل على عظمة الخالق لهذا الكون، فإنه تعالى لو أراد أن تصمت الموسيقى، لما أودع في مخلوقاته أروع المعزوفات في حناجر الطيور، وحفيف الأشجار، وصخب الرعد، وهطول الأمطار، فتأمل. هذا ولم يفتنا ما قد نتعرض إليه من انتقادات نعرفها مُسْبَقًا، إلا أننا ندعو الجميع أن يفتحوا شبابيك فكرهم للشمس والهواء النقي، عسى أن يروا الأمر بعين واعية بصيرة، تقف عند حد ما حرَّم الحكيم (تعالى)، لا عند ما وضعه الإنسان وفق ذوقه المتأثر بطابع الموسيقى القديم الذي لم يكن مُنْفكًّا عن الممارسات المحرَّمة، خلافًا لما نشهده اليوم، حيث صار بإمكاننا أن نستمع للموسيقى ساعة ما نشاء وأينما نشاء».

وكرّر الحسيني تقديم مقطوعات لبيتهوفن والياس الرحباني، ظهر في بعضها وهو يعزف معمَّماً وفي جزء آخر بلا العمامة، وذلك خلال تسجيلات بثّتها محطات تلفزيون ومواقع إلكترونية أجرت معه حوارات حول خطوته الجريئة، حيث أكد «عزفتُ بالعمامة ومن دونها، لا فارق، لأن الإنسان يمثّله دينه وأخلاقه وفكره وشخصه»، موضحاً «عندما عزفتُ فعلتُ ذلك بشكل لائق جداً في بيتي وبينما كنتُ متوجهاً إلى البيانو، بلا حركة ولا تمايُل، وأعزف موسيقى هادئة جداً ولموسيقار عربي معروف».

وأضاف الحسيني الذي تدرّب على آلاتٍ موسيقية عدة منذ كان في الـ 14 (بينها آلات نفخ): «بظهوري بالعمامة، تقصدتُ توجيه رسالة وأن أبيّن أن الإسلام دين منفتح على كل رقيّ وإبداع إنساني يرتقي بالمجتمع الإنساني والنفس البشرية ليجعلها أكثر رقّة وشفافية»، وتابع: «إذا اتفقنا أنه ليس محرَّماً، فمن حقي أن أمارسه كإنسان، وأنا لست كائناً فضائياً».

“الراي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى