اخبار محليةالرئيسيةخاص دايلي ليبانون

خاص – دلالات وأبعاد إطلاق ماكينة “القومي” الانتخابية في عاليه ـ الشوف

الترشيحات التي قدّمها الحزب القومي أعادت خلط كلّ الأوراق ودفعت مختلف القوى السياسية إلى إعادة حساباتها

حملت مناسبة إطلاق الحزب السوري القومي الاجتماعي ماكينته الانتخابية في دائرة عاليه ـ الشوف أكثر من رسالة في أكثر من اتجاه، ذلك أنّ المسار الانتخابي في هذه الدائرة يأخذ الكثير من الاهتمام في الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية.

فالدائرة المذكورة هي الأكبر على مستوى كلّ لبنان من حيث عدد المقاعد (13 مقعداً: 5 موارنة، 4 دروز، 2 سنة، 1 روم كاثوليك، 1 روم أرثوذكس)، فضلاً عن تواجد معظم القوى والأحزاب والتيارات السياسية وإنْ بنسب متفاوتة في هذه الدائرة، الأمر الذي لا يزال حتى اليوم يرخي بثقله على نسج التحالفات وتشكيل اللوائح.

لذلك يأتي إطلاق الحزب القومي ماكينته الانتخابية وما تخلل المناسبة من مواقف أطلقها المندوب السياسي للحزب في جبل لبنان الجنوبي المرشح عن المقعد الدرزي في عاليه حسام العسراوي والمرشح عن المقعد الماروني في الشوف سمير عون، ليعطي نكهة مميّزة للمعركة الانتخابية، انطلاقاً من الحجم المُعتبَر للحزب القومي في هذه الدائرة، التي كان له فيها نواب ومرشحون في أكثر من دورة سابقة، وأيضاً نظراً إلى تواجد الحزب وحضوره في كلّ القرى والبلدات والمدن، وبين كلّ المكوّنات الاجتماعية خلافاً لغيره من الأحزاب والتيارات التي يقتصر حضورها على فئات دون أخرى.

وكان معظم المراقبين والمتابعين لمجريات العملية الانتخابية في عاليه ـ الشوف قد أكد أنّ الترشيحات التي قدّمها الحزب القومي أعادت خلط كلّ الأوراق، ودفعت مختلف القوى السياسية إلى إعادة حساباتها قبل اتخاذ القرارات النهائية بشأن التحالفات، ذلك أنّ المعطيات اختلفت كلياً بعد الترشيح وبعد إطلاق الماكينة الانتخابية عما كان الوضع قبل ذلك، وهذا ما يؤكده حجم الاتصالات التي تتلقاها قيادة الحزب القومي ومرشحاه في عاليه ـ الشوف.

تبقى نقطة أساسية لا بدّ من الإشارة إليها وهي اختيار بلدة بيصور كنقطة انطلاق لماكينة “القومي” الانتخابية، ذلك أنّ لبيصور رمزية كبيرة كبلدة مقاومة سجلت إحدى أهمّ الوقفات المشهودة في وجه الاحتلال الصهيوني، خصوصاً انّ الحزب القومي ليس حليفاً للمقاومة بل هو حزب مقاوم منذ نشأته وتأسيسه، ولا شكّ أنّ لاختيار بيصور دلالة واضحة على اتجاهات المعركة الانتخابية وبوصلتها الأساسية في ظلّ الميوعة السياسية وعدم وضوح الرؤية لدى بعض الأفرقاء الآخرين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى